نعى ناشطون منذ أيام البلجيكية "ماري كريستين دوبوا" إحدى مناصرات الثورة السورية التي لم تمنعها اللغة والجغرافيا أو الانتماء الديني من أن تساند السوريين في محنتهم الكبرى، وتؤيد ثورتهم المحقة العادلة طوال السنوات الثماني الماضية. وقامت "ماري" بجهود كبيرة في مساعدة اللاجئين السوريين في بلجيكا، وفتحت لهم قلبها وأبوابها قبل أن تفارق الحياة عن عمر ناهز الـ 90 عاماً في أحد المستشفيات البلجيكية.
وروى المترجم والناشط السياسي "محمد سليمان المدفع" لـ"زمان الوصل" أنه تعرف بالراحلة "دوبوا" على "فيسبوك" عام 2015، والتقيا عام 2016 عندما قدم محاضرة عن المسألة السورية في مدينة "مارشان" البلجيكية حيث تسكن.
وأوضح أن الراحلة كانت بانتظاره لدى وصوله واستقبلته بحميمية وتعارفا وقدمته للجمهور البلجيكي الذي كان يفوق الـ 130 شخصاً، وحينها -كما يقول- أهدته كتاباً بالفرنسية بعنوان "عملية القيصر، في قلب آلة الموت السورية".
ولفت محدثنا إلى أن الراحلة كانت تتقن ١٠ لغات منها اللغة العربية، لكن تواصله معها كان بالفرنسية.
وكشف أن "دوبوا" عملت قبل الثورة السورية لصالح القضية الفلسطينية، وذهبت إلى تونس ودرست اللغة العربية، وعملت في المجال السياحي لتتحول بعدها إلى العمل بالترجمة في مقر الاتحاد الأوروبي في "بروكسل" حتى تقاعدت، وبعد اندلاع الثورة السورية شاركت الراحلة في جميع نشاطاتها في بلجيكا.
ورغم تقدمها في السن كانت تساعد وتهتم باللاجئين السوريين الواصلين إلى بلجيكا وتصدت -كما يقول- لبروبغاندا النظام وأعوانه في بلجيكا، وكانت -حسب قوله- حريصة على ارتداء علم الثورة السورية وتعتبره رمزاً للحرية، كما اعتادت وضع علم قماشي في حقيبتها دائماً، وآخر صغير تشكله في صدر سترتها.
وروى المصدر أن الراحلة "دوبوا" كانت تتابع كل الكتب والمنشورات عن الثورة السورية، وتصدت أكثر من مرة لأعداء الثورة.
وكشف أنها حضرت محاضرة لـ"رندا قسيس" في مدينة "لييج" ذات يوم ودحضت كل إدعاءاتها عن الثورة، وتشاجرت مع شخص ادعي أنه من حزب الله، وأوصلت صوت الشعب السوري المطالب بالحرية والكرامة، لافتاً إلى أنها أخبرته ذات مرة أنها ألغت اشتراكها في تلفزيون بلدها لإهماله للقضية السورية، وأرسلت ذات يوم رسالة شديدة اللهجة لإحدى القنوات الفرنسية لبثها برنامج لا ينصف الثورة السورية.
قبل أسبوع من وفاتها تواصل "المدفع" مع "دوبوا" كما يقول وأخبرته أنها راجعت طبيبها، وأجرى لها الفحوصات وطمأنها بأن وضعها جيد.
وطلبت منه أي من المدفع أن يلتقيا من وقت لآخر، ولكنه سافر إلى "بودابست" وعند عودته فوجئ باتصال من شخص من بلدتها يخبره بوفاتها.
ويطلب بعض المعلومات الشخصية عنها ليصلوا إلى عائلتها كونها تعيش وحيدة ووجدوا -كما يقول- أنه الشخص الأكثر تواصلاً معها، ومن هنا جاء اتصالهم به.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية