أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ريف دمشق.. كتابات على جدران "جيرود" تستفز المخابرات الجوية

نفذّت مخبارات النظام حملة دهمٍ واعتقال واسعة طالت عشرات المنازل في المدينة

شهدت مدينة "جيرود" الواقعة في منطقة "القلمون" الشرقي، بريف دمشق، حملة دهم واعتقال بحق أبناء المدينة، وذلك على خلفية كتابات مناهضة للنظام ظهرت على عددٍ من جدران الأبنية الحكومية والمدارس، قبل يومين، وسط حالة من التوتر الأمني الكبير ساد المنطقة.

في هذا الشأن قال الناشط الإعلامي "وسام عبد النور" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن دوريات تتبع لجهاز "المخابرات الجوية" الذي يتولى مهمة ضبط الأمن في مدينة "جيرود"، نفذّت في الساعات الأخيرة الماضية، حملة دهمٍ واعتقال واسعة طالت عشرات المنازل في المدينة، وأسفرت عن اعتقال 9 شبان فيها.

وأضاف "أقدّم مجهولون على كتابة عبارات مناهضة للنظام السوري على جدران بعض المدراس والأبنية الحكومية في المدينة، كان أبرزها: (الشعب يريد إسقاط النظام، وارحل، وحرية للأبد) وغيرها، ما دفع بمفرزة المخابرات الجوية المتواجدة في مطار (الناصرية)، إلى إرسال دورياتها لمداهمة مدينة (جيرود)، للبحث عن الفاعلين وإلقاء القبض عليهم".

وأشار إلى إغلاق أبرز الطرق الرئيسية في مدينة "جيرود"، ونشر عددٍ من القناصات على أسطح المباني حتى انتهاء عملية المداهمة، بالإضافة إلى استنفار لدوريات الشرطة المحلية وعناصر آخرين من اللجان الشعبية المنتشرة في المنطقة، في حين طُلب إلى لجنة المصالحة بعدم التدخل في عمليات الاعتقال أو السؤال عن المعتقلين.

ووفقاً لما أشار إليه "عبد النور" فقد تزامن ظهور العبارات المناهضة لـ"الأسد" ونظامه مع تحضير القائمين على مجلس بلدية مدينة "جيرود"، لوقفة احتجاجية تقوم بها فعاليات مختلفة داخل المدينة بما فيها طلاب المدراس وموظفي الدوائر الحكومية فيها كردٍ على قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بشأن "الجولان" المحتل.

وختّم قائلاً "تمّت إزالة تلك العبارات من على جدران مدينة (جيرود)، فيما تأجل موعد الوقفة الاحتجاجية إلى يوم الخميس القادم، في ظل إجراءات أمنية مشددة تعيشها المدينة في الوقت الراهن".

بدوره أشار "جهاد محمود"، وهو اسم مستعار لأحد أبناء مدينة "جيرود"، إلى أن روح الثورة ماتزال تحافظ على مكانتها في نفوس طيف واسع من أبناء المدينة، حالهم في ذلك حال أبناء مدن "قدسيا" و"دوما" ودرعا" التي سبق لها وأن شهدت هي الأخرى شعارات ومظاهرات مماثلة دعت إلى إسقاط النظام وكف أجهزته الأمنية عن التدخل بشؤون السوريين.

وأضاف لـ"زمان الوصل" قائلاً "مما لاشك فيه أن مجابهة النظام في مناطق سيطرته لها أبعاد أمنية خطيرة للغاية، لكن يكفي أن نعلم أن هناك الكثير من أبناء تلك المناطق يعملون بصمت ويتحينون الفرصة تلو والأخرى لإثبات زيف مصالحات النظام، والتي أفضت إلى مزيدٍ من القهر والذل وخاصة عند سعي أهلها إلى تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغاز والخبز ووسائل التدفئة، فضلاً عن خوفهم من محاولة الاحتكاك بأي مؤسسة من مؤسسات الدولة وذلك خشية الاعتقال"، حسب تعبيره.

وكان الشاب "زكي الصالح"، وهو أحد معتقلي مدينة "جيرود" الذين أفرج عنهم منذ شهرين، بعد اعتقال دام ٧ سنوات، تعرض للاعتقال مجدداً قبل عدّة أيام، من قبل حاجزٍ لـ"المخابرات الجوية" يقع على الطريق الدولي "حمص-حلب"، وذلك أثناء توجهه إلى محافظة "إدلب" بهدف رؤية عائلته التي غادرت المنطقة قبل سنة برفقة قوافل التهجير.

سيطرت قوات النظام في شهر نيسان/ إبريل من العام الماضي، على كامل مدن وبلدات منطقة "القلمون" الشرقي وهي: (الرحيبة، الضمير، جيرود، الناصرية)، وذلك عقب اتفاق جرى التوصل إليه برعاية "روسية" مع فصائل "المقاومة" العاملة فيها، وقضى حينئذٍ بتهجير المقاتلين وآلاف المدنيين الرافضين لبنود "المصالحة" مع النظام إلى الشمال السوري.

زمان الوصل
(433)    هل أعجبتك المقالة (286)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي