لم تكن أجهزة الأمن السوري وحدها في حربها ضد السوريين فقد تآلب عليهم قناصو الفرص والأنتهازيون، وهؤلاء كان لهم الدور الأكبر في اختراق صفوف المعارضين بداية الثورة، حيث عمد النظام إلى تشغيلهم مقابل وعود لهم بمناصب وأموال وسلطات.
من بين هؤلاء طلاب وأساتذة جامعيون تخلوا عن واجبهم العلمي وانخرطوا في التشبيح والإخبار عن الطلبة الذين لهم ميل تجاه الثورة، أو ساخطين على طريقة تعاطي الأمن بالقوة والقتل مع الشعب.
كان لبعض الأساتذة الجامعيين شهرة اوسع من الشبيحة والقتلة، ومارسوا الفظائع بحق طلبتهم، وتم اقتياد الكثيرين من الطلبة من حرم الجامعة إلى الأقبية جهاراً نهاراً، وكثير منهم خرجوا شهداء تحت التعذيب، وبعضهم فصل من الجامعة، وآخرون هربوا خارج البلاد أي أن أجيالا من السوريين تم حذفهم من التعليم.
من بين هؤلاء الدكتورة نهلة عيسى نائبة عميد كلية الإعلام، وعضو الهيئة التدريسية الدكتور أحمد شعراوي والأخير كان له مزايا مختلفة ومواهب وأدوار عدة في التعامل مع الطلبة حيث سمحت له علاقاته الأمنية من ممارسة الابتزاز والتحرش والفساد.
أحد العارفين بتاريخ الشعراوي يقول عنه إنه أخطر من نهلة عيسى الواضحة في طائفيتها وتأييدها المطلق للسلطة وعلاقتها مع الأمن كونها ابنة ضابط رفيع، وهي ما تعلنه دائماً، وأما الشعراوي فهو (نفعي) أي أنه موالٍ من طراز غريب لا يتورع عن أذى أقرب المقربين إليهم في سبيل الوصول إلى مكانة مقربة من النظام أو تدرّ له نفعاً مالياً.

أما عن تاريخه قبل أن يتم تعيينه بواسطة امنية فهو أيضاً شائن، وقد مارس دور المخبر على زملائه الذين كانوا يحضرّون للدكتوراه في القاهرة، وكان دائم التردد على سفارة النظام، ويكتب التقارير بزملائه.
ومن المعلومات التي حصلت عليها "زمان الوصل" أن الشعراوي لم يكن سوى مجرد موظف موفد من وزارة التعليم العالي وتم إلحاقه بطلبة الدكتوراه بالقاهرة بواسطة أمنية، ومن ثم تم تعيينه بنفس الواسطة الأمنية بكلية الإعلام.
أحد الطلاب الفارين من نظام الأسد ولم يكمل دراسته بكلية الإعلام تحدث عن مساهمة الشعراوي في تفييش الطلبة بالتعاون مع المخابرات، والإخبار عنهم، وتوسع دوره فيما بعد ليطال اذاه الموظفين واساتذة الكلية من زملائه.
طالبة أخرى تحدثت عن جانب آخر في شخصية الشعراوي في علاقته مع الطالبات حيث اشتكين من تعرضهن للتحرش في مكتب الشعراوي، وتخيير بعضهن بين تقديم انفسهن له والنجاح في مادته، وتهديدهن بالأمن، وإطلاق الشائعات عنهن أو ابتزاز أخوات المعتقلين والمعارضين.
من وسائل الابتزاز المادي هي إقامة الشعراوي لدورات تدريبية للطلبة وسواهم مقابل نفع مادي، وكذلك تساهم هذه الدورات في نجاح من يتبعونها، وهم أصحاب الحصة الأكبر في النجاح لكون الدورة هي رشوة مستترة يتقاضاها الشعراوي تحت عنوان التدريب.
للشعراوي أيضاً أدوار أخرى تتعلق بعلاقته العلنية مع مؤسسات النظام فقد ترأس الوفد الإعلامي التابع لنظام الأسد الذي كان يجري لقاءات مع رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا (محمد أحمد مصطفى الدابي) عام 2012، وكذلك هو أحد الموفدين إلى مؤتمر (سوتشي) حين حشد النظام مؤيديه في مؤسسات الدولة ليكونوا ممثليه في المؤتمر، وفي أغلبهم من البعثيين والموظفين وبع المؤسسات المدنية المدافعة عنه.
آخر فضائحه إحالته مع كامل أعضاء المكتب التنفيذي لمجلس مدينة "قدسيا" إلى القضاء بتهم الفساد نتيجة التغاضي عن مخالفات البناء كما ذكرت صحف محلية حينها ومن ثم تم الإفراج عنه، وهي مهمة أخرى لأستاذ جامعي يرى منفعته في أي موقع يدرّ المال وشبه السلطة حيث لديه رغبة جامحة في التسلط والمناصب.
يقول أحد من يعرفونه جيداً إنه يتحدث دائما بالإنسانية والميول الأدبية والموسيقية كما يصف نفسه هو في لقاءات مع مواقع محلية، وكذلك يتحدث عن الفساد ورجال الدولة الأشراف والمخلصين حيث لا يخلو منشور في صفحته على "فيسبوك" من حديث الشرف والوطنية.
معاوية مراد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية