حصلت "زمان الوصل" من مصدر موثوق على معلومات تفيد باعتقال مدير إذاعة "ارتا اف أم" (طه سينو) من قبل فرع "أمن الدولة" على خلفية قيام مقدمي الإذاعة بإجراء اتصالات مع قيادات الائتلاف، المقيمين بمدينة "اسطنبول" التركية.
وأفاد الناشط "رودي الكُردي" للموقع أن رئيس فرع "أمن الدولة" بمدينة القامشلي العميد "محمود مهنا" استدعى "طه سينو" وزوجته بتاريخ 2 شباط فبراير الماضي من أجل تحقيق روتيني -حسب قوله- فذهبا في اليوم التالي.
وتابع محدثنا أن ضباط فرع "أمن الدولة" اكتشفوا من خلال أجهزة التنصت ومراقبة مكالمات الإذاعة أن هناك اتصالات أجريت عبر أرقام مسجلة باسم "طه سينو" مع أشخاص في الائتلاف السوري.
وحسب المصدر تم التحقيق مع "سينو" فور وصوله في غرفة مُنعزلة عن زوجتِهِ داخل فرع "أمن الدولة" بمدينة القامشلي وأخلوا سبيلها، فيما تم الاحتفاظ به وتحويله إلى مطار القامشلي، ومن ثم تم ترحيله إلى فرع "الفيحاء" التابع لشعبة "الأمن السياسي" في دمشق دون معلومات عن ظروف اعتقاله أو مصيره.
وعبّر محدثنا عن اعتقاده بأن النظام يريد من هذا الاعتقال إثبات أنه لازال قائماً ومهيمناً في مربعيه الأمنيين في محافظة الحسكة والقامشلي، ولتكون هذه الخطوة بمثابة رسالة واضحة لسكان المنطقة برمتها في ظل سيطرة الإدارة الذاتية.
وحول تكتم إذاعة "أرتا" على خبر اعتقال مديرها التنفيذي أعرب االكردي عن اعتقاده بأن الأمر يعود لصلة القرابة التي تربط بين مدير عام الإذاعة "سيروان حاج بركو" والقيادي في حزب "الاتحاد الديمقراطي" (PYD) "آلدار خليل" ليقول إن الإدارة الذاتية التابعة للحزب المذكور هي المسيطرة على المنطقة، مضيفا أن الإفصاح عن الاعتقال من شأنه أن يشكل فضيحة لهم ولإدارتهم الذاتية وسوف يكون مثل هذا الخبر حديث الجميع في ظل وجود هذه الإدارة.
وكان اتحاد الصحفيين الكورد السوريين، قد طالب في بيان له الجهات الحقوقية والصحفية المحلية والدولية التدخل للإفراج عن "طه سينو"، إلا أنه سحب بيانه في اليوم التالي بسبب الانتقادات التي تعرض لها بدعوى أن البيان يسيء للمعتقل وعائلته ولا يأخذ برأيهم.
وأشار الكردي إلى أن جمعيات ولجان حقوق الإنسان لا تستشير ذوي المعتقلين في إصدار بياناتها كونهم المعنيين بتوثيق ورصد الانتهاكات بحق معتقلي الرأي، بل إن معظم أهالي المعتقلين يسمعون بخبر اعتقال أقربائهم من منظمات حقوق الإنسان أو الأحزاب المعارضة.
وتابع المصدر أن من الواجبات الأساسية لهذه الجمعيات واللجان الدفاع عن المعتقلين والتواصل مع المنظمات الدولية للضغط على النظام السوري أو الإدارات الحاكمة في المناطق المختلفة من أجل الكشف عن مصيرهم وتقديمهم لمحاكم علنية وتوكيل المحامين لهم، ثم الإفراج عنهم.
ولفت المصدر إلى أن منظمة اتحاد الصحفيين الكورد، هي المنظمة الوحيدة التي ترصد، وتتابع الانتهاكات والاعتداءات المرتكبة بحق الصحفيين في مناطق شمال وشرق سوريا (المنطقة الكوردية)، وهي الوحيدة بين عدة منظمات صحفية لا تتبع للأطراف السياسية الكوردية وتمتاز بحياديتها واستقلاليتها.
وإذاعة "ARTA.FM" إذاعة مستقلة تم تأسيسها في تموز يوليو/2013، وتبث من "عامودا"، ولا تتبع لأي جهة، ولكنها حاصلة على ترخيص من الإدارة الذاتية وتسلط الضوء على الأخبار المنطقة في عامودا، القامشلي ودرباسية والحسكة وجنوبها.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية