مضى عام على قيام قوات النظام باستهداف مدينة "دوما" بالغاز الكيماوي، ما أدّى حينها إلى مقتل العشرات وإصابة المئات على الرغم من وجودهم في الملاجئ هرباً من القصف العنيف الذي تعرضت له المدينة أثناء حملة اجتياح "الغوطة" الشرقية في تلك الفترة.
ووصف "مختار الدوماني" وهو أحد الناجين من مجزرة الكيماوي التي تعرضت لها مدينة "دوما"، تلك الحادثة لـ"زمان الوصل"، قائلاً "في يوم السبت الموافق للسابع من شهر نيسان/ إبريل من الماضي، وبعد حملة قصف استمرت لعدّة أيام، حلّقت طائرتان مروحيتان في سماء مدينة "دوما"، وقامتا بإلقاء براميل محملة بغازات سامة على الأبنية السكنية الواقعة في مركز المدينة.
وأضاف "اختار النظام توقيتاً محدداً لتنفيذ عملية القصف، إذ أنه تعمّد الاستفادة من العوامل الجوية التي ساهمت في انتشار الغاز بصورة واسعة بين أحياء مدينة (دوما)، فعند الساعة 8:45 مساء، ألقت مروحياته برميلين بغازي السارين والكلور السامين على حي (القصارنة، المساكن)، وتزامن ذلك مع قصف حربي ومدفعي مضاعف وبمختلف أنواع الأسلحة على كافة أنحاء المدينة".
ووفقاً لما أشار إليه "الدوماني" فقد نجم عن سقوط البرميلين انتشار رائحة غريبة وكريهة عمّت أرجاء مدينة "دوما"، في وقتٍ سارعت فيه فرق الإسعاف إلى التوجه لمكان الحادثة من أجل القيام بنقل المصابين الذين كانوا في حالة إغماء والزبد يخرج من أفواههم، ولا سيما الأطفال والنساء والشيوخ الذين ماتوا اختناقاً بالغازات السامة.
بدوره قال "خالد الحمصي"، وهو شاهد آخر على تلك الحادثة، اضطررت مع ارتفاع وتيرة القصف إلى المكوث برفقة عائلتي وبعض أقاربي في أحد الملاجئ القريبة من النقطة الطبية الواقعة في حي "عبد الرؤوف"، ثمّ بدأت رائحة غريبة تتسرب إلى المنطقة وعلمنا أنها غازات سامة، فتوجهنا على الفور إلى الاحتماء داخل النقطة الطبية، وعند وصولنا كان المشهد هستيرياً وقاسياً فبعض المدنيين قد ماتوا، والبعض الآخر يفترش الأرض وينازع للبقاء على قيد الحياة وخاصة الأطفال الذين كانوا يعانون من التقيؤ والاختلاجات والتقلصات العضلية، وعيونهم محمرة وأفواههم يملؤها الزبد.
وأضاف في تصريح لـ"زمان الوصل" قائلاً "تسبب الغاز الكيماوي بضيق صدر حاد للمصابين وصعوبة بالغة في التنفس، ونتيجة الحصار المفروض على المنطقة لم يكن باستطاعة الأطباء والممرضين في النقطة الطبية تقديم أي علاج سوى رش المصابين وغسلهم بالماء البارد، بالإضافة إلى إعطائهم حقن مضادة للاختناق وموسعة للقصبات الرئوية على أمل إنقاذهم من الموت".
ونوّه "الحمصي" إلى أنه فقد في ذلك اليوم الكثير من أهله وأقاربه الذين قضوا إثر استنشاق الغازات الكيميائية.
ووثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقتل 41 مدنياً خنقاً بينهم 12 طفلاً و15 سيدة، بالإضافة إلى إصابة قرابة 550 شخصاً، جراء الهجوم الكيميائي الذي استهدف مدينة "دوما"، في حين أكدّت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة "حظر الأسلحة الكيميائية" في تقريرٍ لها نشرته قبل نحو شهرٍ من الآن، على استخدام مادة الكلور الجزيئي خلال الهجوم الذي استهدف مدينة "دوما" في السابع من نيسان ابريل 2018، وذلك استناداً للعينات الطبية والبيئية التي حصلت عليها البعثة خلال تفتيشها للمنطقة المستهدفة، حسب تعبيرها.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية