أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تحليل خنفشاري حول رفات الجندي (باومل).. هكذا أخفت موسكو دورها عن دمشق

أرشيف

دخل نظام الأسد وأبواقه في متاهة التحليلات والسقطات الأخلاقية والعقلية، ومع كل مفاجأة يهديها له المحتلون -الذين يسميهم حلفاء - يتخبط في محاولة لإخراج صورته المهزوزة بأقل الأضرار بعد أن هشمتها الأكاذيب.


أما آخر التحليلات (الخنفشارية) حول إعادة الروس لجثة الجندي الإسرائيلي (زخاريا باومل) هو ما أورده موقع موالٍ هو (Syria Today) الذي لم يستغرب الضجة التي أثيرت حول الصفقة الروسية الأسرائيلية، وراى انها: (تاتي في ظل السعي المحموم لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على تحقيق «إنجاز» رافع له قبيل الانتخابات الإسرائيلية ورغبته في تقديم نفسه كـرجل ضالع بـ «ملفات كبرى» مقابل ملفات الفساد التي يلاحقه بها أفيحاي مندلبليت المستشار القضائي للحكومة للإسرائيلية).


الموقع يتنقل إلى دور الرئيس الروسي المحتقن من قتل الجنود الروس على يد الأسرائيلين في حادثة إسقاط الطائرة الروسية في اللاذقية بنيران إسرائيلية، وفي أنه يعمل على أن تدفع اسرائيل ثمناً غالياً: (التكتيكات التي يتقنها «لاعب الجودو» وينجح فيها كل مرة تجعله يفكّر بشكل مختلف حين تكون الغاية تدفيع «إسرائيل» أكبر ثمن على جريمة تجرُّئها على الدم الروسي).


ويستحضر كاتب المقال الجهبذ رواية تاجر البندقية فيما يحصل بين بوتين ونتنياهو: ( ليس باستعجال الثأر، ولا باستعراض القوة، ولا بالإطاحة برأس نتنياهو الصغير، لكن بالحكمة التي ثأرت لـ «أنطونيو» من التاجر اليهودي اللئيم «شايلوك»، وتركت الأخير مفلساً وعاجزاً خسر كل شيء أمام قدسية «الدم المسيحي» – على حد تعبير بورشيا في رواية شكسبير الشهيرة تاجر البندقية).


أما خطة بوتين الانتقامية التي بدأت بإعادة رفات الجندي الاسرائيلي فسوف تطور إلى ما هو أبعد وهو إسقاط نتنياهو: (ويرى مراقبون أنَّ أية قراءة ظاهرية ومستعجلة للأحداث لا تغوص إلى آلية صناعة واتخاذ القرار في روسيا، ولا تلحظ الطريقة المختلفة التي يفكر بها بوتين صاحب العقل السيبيري البارد .. من شأنها أن تبتعد عن حقيقة ما حُضّر لنتنياهو وما قُبض من أثمان سياسية وميدانية لصالح حلف مكافحة الإرهاب في سورية مقابل «الرفات»، والذي من المتوقع أن يتمظهر بعد الانتخابات الإسرائيلية القادمة).


ويعيد المقال التذكير بقرار سحب جزء من القوات الروسية من سوريا، ويكتشف العالم أنها لم تكن سوى خطة: (القيادة الروسية كانت أعلنت سحب قواتها من سوريا بعد أيام قليلة فقط من تحرير تدمر .. لتقوم الدنيا ولا تقعد وتبدأ حفلة «المزايدين» بالحديث عن تخلي القيادة الروسية عن حليفها في دمشق، قبل أن تبدأ القوات الجوية الروسية أعنف طلعاتها للمشاركة دعماً للجيش السوري في تحرير عدد من المناطق وإحداث انقلابي ميداني كبير).


أما النقلة الخنفشارية العميقة فهو تشبيه مصير نتنياهو القادم بما حصل مع الرئيس التركي أردوغان الذي خسر الانتخابات الأخيرة: (تقول صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن بوتين الذي يبهر أعداءه كل مرة بأسلوب تفكيره استطاع عبر تكتيك بارع وطويل الأمد الثأر من تجرؤ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على «الدم الروسي» حين أسقط أردوغان مقاتلة السوخوي24 الروسية بتاريخ 24 تشرين الثاني 2015 في سماء سورية، بأن أسقطه في الانتخابات الأخيرة و تركه «بطة عرجاء» فقدت كل قدرة على الرقص الذي أجاده دائماً أردوغان على حبل التوازنات الدولية).


أما القنبلة التحليلية فهي تريد تبرير تغييب النظام عن الصفقة، وإدعاء بطولات روسية تعيد للمؤيدين المذهولين من هشاشة القائد بعض التفاؤل: (تقول المصادر المطلعة إن الاستثمار الروسي في موضوع تسليم رفات «باومل» ومناولة بوتين لنتنياهو قارب نجاة قبيل الانتخابات الإسرائيلية ينطلق من قناعة القيادة الروسية أنه رغم سوء نتنياهو، إلاَّ أن التعامل مع رئيس وزراء ملاحق بتهم الفساد، ومدين للقيادة الروسية ومكبَّل بالأثمان المستحقة الدفع سيكون أجدى لروسيا ولسورية وللمنطقة عموماً من رئيس وزراء إسرائيلي آخر قد يكون أكثر تطرفاً وقدرة على المناورة والعربدة).


أما الحكمة الأهم فهي المفاضلة بين السيئين الأخيار: (فإن ترامب رغم سوئه وأردوغان رغم مناوراته .. ونتنياهو رغم رعونته يبقون خياراً أفضل لروسيا وسورية من رؤساء أو رؤساء حكومات جدد قد يأتون على حامل المزايدة عليهم بالعنجهية والعربدة ليحرقوا الأخضر واليابس عبر بناء تحالفات من نمط أكثر تطرفاً مع دول غربية وخليجية – وحتى عربية تغرق المنطقة أكثر فأكثر في الوحل).


المقال ينهي نظريته تخت عنوان فرعي: (دمشق لا تعرف شيئاً عن الرفات.. «ولا يجب أن تعرف»)..لكنها لا تتضمن أي تفسير لهذا العنوان وإنما تتنهي بإتهام المعارضة السورية بوقوفها خلف الصفقة، ويستشهد بما نقلته «الإندبندنت» البريطانية عن الخبير العسكري الإسرائيلي يوسي ميلمان قوله «جرى تجنيد بعض المنظمات المعارضة في سورية).


المقال التحليلي تناوله المؤيدون بالسخرية، واتهموه بأنه لا يقول الحقيقة، والبعض لامس الحقيقة عندما قال إنه لم يفهم شيئاً تاركين تعليقهم السوري الشهير..(مين سمير).

ناصر علي - زمان الوصل
(97)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي