اعتقلت قوات النظام خلال اليومين الماضيين عشرات الشبان في منطقة "الغوطة" الشرقية بريف دمشق، وذلك في حملة أمنية واسعة تهدف لتجنيدهم الإجباري في صفوفها.
في السياق ذاته قال الناشط الإعلامي "براء محمد" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إن حملة الاعتقالات التي نفذتها قوات النظام وأجهزته الأمنية في "الغوطة" الشرقية، قد أسفرت عن اعتقال ما يقارب 50 شاباً، من أبناء مدن وبلدات (عربين، حمورية، كفربطنا، جسرين، سقبا)، بهدف سوقهم قسراً للخدمتين العسكرية والاحتياط في قوات النظام.
وأضاف "دخلت دوريات تابعة لـ(الفرقة الرابعة، الحرس الجمهوري) إضافةً إلى جهاز (الأمن العسكري)، يوم الأربعاء الفائت، إلى بلدات (الغوطة) الشرقية، وقامت على نحو مفاجئ وفي نفس التوقيت، بتنفيذ حملات مداهمة للأحياء السكنية والشوارع الرئيسية والأسواق العامة، وتفتيش للمناطق المشكوك بوجود أسلحة فيها، بالإضافة إلى قيامها بنصب الحواجز الطيّارة على الطرق التي تصل بين بلدات المنطقة".
وأوضح أن دوريات النظام لم تكتف بنصب الحواجز المؤقتة فحسب، بل قامت أيضاً بإيقاف المارة بشكلٍ عشوائي وطلبت منهم إبراز الهويات الشخصية للتأكد من بياناتهم، كما أخضعتهم لعملية التفييش الأمني، لتقوم بعدها بتجميع المطلوبين وسط الساحة الرئيسية لمدينة "كفر بطنا"، ومن ثمّ جرى ترحيلهم بواسطة حافلات يوم أمس الخميس.
وأصبحت "الغوطة" الشرقية -حسب محمد- شبه خالية من الشبان في الوقت الراهن، إذ أُجبر الكثير من أبنائها على ترك الدراسة والالتحاق بصفوف النظام، بسبب عدم تمكنهم من الحصول على تأجيل دراسي لاستكمال تحصيلهم العلمي، فيما يشكل التدقيق الأمني عائقاً كبيراً أمام ممارسة العديد من الأعمال والمهن، فالاعتقالات لم تتوقف يوماً واحداً منذ سيطرة قوات النظام على المنطقة.
*نصب واحتيال برعاية ضباط النظام
إلى ذلك يتعرض أهالي "الغوطة" الشرقية ومنذ عدّة أشهر لعمليات ابتزاز واحتيال، من قبل أشخاص يدّعون أنهم على صلات مع ضباط متنفذين لدى أجهزة النظام، قادرين على إخراج المعتقلين مقابل دفع مبالغ مالية تقدّر بملايين الليرات السورية عن كل معتقل يتواجد في سجون النظام.
ووفقاً لما أشار إليه "أحمد منصور" وهو اسمٌ مستعار لأحد الأشخاص المتواجدين حالياً في "الغوطة"، فإن أولئك الوسطاء حاولوا في بادئ الأمر جذب الأهالي وإيهامهم بقدرتهم على إخراج أقربائهم المعتقلين، حيث ساهموا وبالتعاون مع ضباط النظام بإخراج عددٍ من معتقلي "الغوطة"، ولا سيما من أبناء "دوما"، لقاء مبلغ مالي يصل إلى نحو 7 ملايين ليرة سورية، عن كل معتقل.
وأضاف في حديثه لـ"زمان الوصل" قائلاً "تبيّن لاحقاً أنها طريقة لاقتياد أهالي المعتقلين الآخرين والنصب عليهم، فأحد أقاربي كان ضحية للاحتيال بعد أن دفع مبلغ 4 ملايين ليرة سورية، دون أن يتمكن من إخراج ابنه أو حتى معرفة أي خبر عنه".
ولفتّ "منصور" إلى أن ضباط النظام يقومون كذلك باستغلال نفوذهم عبر المتاجرة بأرواح أبناء المنطقة، ولاسيما أولئك المطلوبين منهم إلى الأفرع الأمنية بسبب نشاطاتهم السابقة في الأعمال الطبية والإغاثية في أثناء فترة سيطرة المقاومة، خصوصاً وأنهم يطلبون عبر وسطائهم مبالغ مالية ضخمة لا تقل قيمتها عن 10 آلاف دولار، مقابل تبييض سجلهم الأمني وشطب أسمائهم من قوائم المطلوبين للنظام.
وفرضت قوات النظام سيطرتها على كامل أنحاء "الغوطة" الشرقية، في شهر نيسان/ إبريل الماضي، عقب حملة عسكرية عنيفة، أدّت في نهايتها إلى توقيع اتفاق مع فصائل المقاومة العاملة فيها، وأفضى في نهاية المطاف إلى تهجير آلاف المدنيين من بلداتهم باتجاه الشمال السوري المحرر.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية