بعد صفقة الجولان.. إسرائيل تتسلم رفات عسكري مفقود منذ عقود وكوهين يشكر "أبو حافظ الأسد"

قالت "تل أبيب" اليوم الأربعاء إنها تسلمت رفات جندي إسرائيلي مفقود منذ معركة بالدبابات ضد القوات السورية عام 1982، وهي القضية التي كانت تلاحقها الدولة العبرية طوال عقود، حتى سلمها نظام بشار الأسد.

"زخاري باومل"، العسكري الذي تم تسلم رفاته، هو يهودي هاجر إلى فلسطين المحتلة مع والديه من نيويورك عام 1970، وكان يبلغ من العمر 21 عاما عندما شارك في الغزو الإسرائيلي للبنان، وأُعلنت تل أبيب فقدان أثره إلى جانب جنديين آخرين في معركة للدبابات تدعى "السلطان يعقوب".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في بيان بثه التلفزيون العبري: "آخر ما كتبه لوالديه على بطاقة بريدية قبل (معركة) السلطان يعقوب كان.. لا‭قلقا.. كل شيء على ما يرام لكنني على الأرجح لن أعود للوطن لبعض الوقت".

وقال "جوناثان كونريكوس"، وهو متحدث باسم جيش الاحتلال للصحفيين: "وصل الرفات إسرائيل منذ بضعة أيام"، منوها بأنه تم التعرف إلى الأشلاء بواسطة اختبار الحمض النووي، وجرى نقل الرفات على متن طائرة تابعة لشركة العال الإسرائيلية.

ورفض كونريكوس الإفصاح عن كيفية وموقع العثور على رفات "باومل"، الذي كان من أفراد طاقم إحدى الدبابات ويحمل رتبة رقيب، ولكنها أتت ضمن ما وصفها بعملية استخباراتية.

وفي 2018 قالت روسيا، التي من المقرر أن يزورها نتنياهو يوم الخميس لإجراء محادثات مع رئيسها فلاديمير بوتين.. قالت إن جنودها في سوريا يحاولون العثور على رفات جنود إسرائيليين قتلوا في صراعات سابقة.

ولا يزال جنديان آخران من طواقم الدبابات في عداد المفقودين منذ المعركة التي حدثت يومي 10 و11 حزيران/يونيو 1982.

وذكر "كونريكوس" أن إسرائيل كانت تأمل في أن تحدد فحوص الطب الشرعي إن كان "باومل" قتل مباشرة أم توفي بسبب ملابسات أخرى.

ويأتي تسلم رفات "باومل" على وقع إقرار "ترامب" بما سماها "شرعية" احتلال تل أبيب للجولان السوري، وهو الأمر الذي اكتفى نظام الأسد بالرد عليه عبر خطابات عنترية وبيانات إنشائية، فيما لم ينبس رأس النظام نهائيا بأي تعليق وكأن الموضوع خارج اهتمامه مطلقا.

وفي هذه الأثناء، وجه المحلل الإسرائيلي "إيدي كوهين" إلى "فخامة وسيادة الرئيس أبو حافظ بشار الأسد، رئيس جمهورية سوريا الأسد" على تعاونه مع تل أبيب في قضية تسليم رفات جندي الاحتلال، فيما اعتبر الزعيم اللبناني "وليد جنبلاط" أن تسليم رفات جندي الاحتلال هو "هدية مجانية وقيمة لنتنياهو في انتخاباته"، معقبا بسخرية: "التحية كل التحية للنظام السوري رأس حربة الممانعة".وسبق أن استعادت "إسرائيل" ساعة الجاسوس السابق في سوريا "إيلي كوهين" في تموز يوليو الماضي خلال عملية غامضة، قال عنها نتنياهو حينها "أثني على مقاتلي الموساد لتصميمهم وشجاعتهم في العملية التي كان هدفها الوحيد أن يعيد إلى إسرائيل تذكارا لمقاتل عظيم أسهم بدرجة كبيرة في أمن الدولة".