أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"سرداب الموت".. مسرحية في إدلب تستنطق أوجاع المعتقلين في سجون الأسد

من المسرحية

"جلادي اقس علي بسوطك أكثر فسنّ الحديد يجعله أحدّ وأقوى لا تتعب..فأنا مازلت قوياً...أنتظر ضربتك الأخيرة ليزهر مكانها الغار والزنبق"، بهذه الكلمات المؤثرة قدم عدد من الفنانين في فرقة "بيدق" المسرحية عملهم المسرحي الجديد "سرداب الموت".


ويحكي العمل المسرحي الذي تم تقديمه على خشبة المركز الثقافي بمدينة إدلب منذ أيام جوانب من معاناة المعتقلين المعذبين، مستنطقاً أنّاتهم وأوجاعهم التي لم يسمع بها أحد خلف زنازين النظام.


وكانت فرقة "بيدق" المسرحية قد تأسست عام 2017 من مجموعة من الشباب لديهم اهتمامات وتجارب سابقة في المسرح والتمثيل وجدوا أن هناك حاجة ماسة لوجود عروض مسرحي في الشمال المحرر فبدؤوا بتجميع بعض واتفقوا على تأسيس فريق مسرحي باسم "بيدق للفنون المسرحية".


وروى الفنان "ساطع يسين" أحد ممثلي المسرحية لـ"زمان الوصل" أن فريق "بيدق" واجه عدة خيارات للانطلاق بأول عمل له، إذ تساءلوا -كما يقول- عن القضية الأهم التي يُعنى بها المجتمع في الوقت الراهن وضمن الظروف الحالية، هل هي الحب أو السلام أو الحرية أم الحاجة والجوع والفقر أم المواضيع الاجتماعية إلى أن استقر الرأي على ضرورة تسليط الضوء على القضية الأهم في الثورة السورية وهم المعتقلون لحاجتهم إلى صوت يوصل معاناتهم ويعبر عن أوجاعهم.


ولفت محدثنا الحائز على جائزة أفضل ممثل في المهرجان المسرحي العمالي 2005 إلى أن ظروف إنجاز العمل المسرحي كانت صعبة للغاية في ظل الظروف المعروفة في الشمال المحرر وإدلب تحديداً، وضعف الإمكانيات والموارد، وكذلك حداثة الفكرة بعد انقطاع دام ثماني سنوات عن المسرح.


وتابع أن فريق العمل حاول تلافي هذه الصعوبات والعمل وفق الإمكانيات المتوفرة، لافتا إلى أن فريق المسرحية اضطر للعمل على مسرح الصورة لقلة الإمكانيات، مشيراً إلى أن المخرج "ابراهيم سرميني" بذل فصارى جهده لإيصال الفكرة من خلال بدائل مسرحية للسبب ذاته.


تكوّنت مسرحية "سرداب الموت" من ثلاث شخصيات رئيسية دون أسماء كي يبقى الموضوع ذا طابع إنساني عام وتم الاشتغال على الحالات النفسية داخل المعتقل وكيف يتعاطى المعتقل مع فكرة الظلم والزنزانة، وكيف يفكر، وحلمه برؤية ضوء الشمس وافتقاده للإحساس بالزمن والوقت.


وتناولت المسرحية -حسب محدثنا- دور الجلاد، وكيف يتعامل مع المعتقلين وكمْ الاضطهاد الذي يمارسه بحقهم والذل والإساءات التي يتعرضون له، مضيفاً أن الاعتقال جريمة واضحة ضد الإنسانية لذلك تم اللعب على العامل النفسي لدى المعتقل، وتركيب الصورة المسرحية من خلال شاشة خيال الظل لإيصال الفكرة والمعنى في ظل الإمكانيات التقنية المحدودة، مشيراً إلى أن المخرج "سرميني" حاول العمل على منولوجات لثلاث حالات مختلفة لدى ثلاثة معتقلين وجهد للعمل على الصعيد العام وأن يكون البناء الدرامي لهذه الشخصيات متماسكاً –حسب قوله- لإيصال الفكرة والرسالة المراد إيصالها وتضمنت نهاية المسرحية رسالة تقول إن هؤلاء المعتقلين الذين يقفون على حافة الموت، إذا لم يتم إنقاذهم فسيموتون تحت التعذيب وستنطفئ أسماؤهم وذكراهم.


فريق مسرحية "سرداب الموت" سينوغرافيا وإخراج "ابراهيم سرميني" وتمثيل "ساطع ياسين، محمد الزير، لطفي كيخيا، سهل سويد، موفق نجار، يحيى المصطفى، أحمد غزال، حسن عبد العال".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(138)    هل أعجبتك المقالة (135)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي