أصيب "سعود الماسي" بانفجار لغم أرضي خلال محاولته الاستقرار بمنزل في منطقة "البقعان" قرب مدينة "الشعفة" شرق دير الزور، بعد أن منعه مسلحو "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) من دخول "الشعفة" بحجة انتشار الألغام بجميع أحياء المدينة.
رغم أن حواجز مسلحي "قسد" منعت "سعود" من الوصول إلى منزله في الجزء المسمى "الكشمة" من مدينة "الشعفة"، علما أن منزله دمّر بالكامل نتجة المعارك والقصف، فأمّن بيتا لعائلته على أطراف "البقعان" القريبة من الشعفة، ولكن أصيب إصابات بليغة نتيجة انفجار لغم عند دخوله المنزل في شباط فبراير الماضي.
وما زال أهالي "الشعفة" يطالبون بالسماح لهم بالعودة إلى منازلهم، ونظموا احتجاجات آخرها يوم أمس قابلتها حواجز ميليشيات "قسد" بإطلاق النار على المتظاهرين لتفريقهم، ما أدى إلى وقوع إصابات بصفوف المدنيين.
وأراد "سعود" الإقامة في بيت لأحد أقربائه في بلدة "البقعان" كونها منطقة قريبة على مدينة "الشعفة" ريثما يفتح الطريق إلى منزله لينصب خيمته فوق ركام منزله، لينهي أشهرا طويلة من التشرد، لكنه مصاب حاليا، ووضعه المادي سيئ كونه المعيل الوحيد لهذه العائلة.
وتقول مصادر من "قسد" إن فرقها الهندسية نزعت قرابة 200 لغم من أنواع عدة مضادة للدروع والأفراد كانت مزروعة داخل أبنية 4 أحياء ويجري العمل تنظيم 7 أحياء أخرى ما زال الدخول إليها خطرا، مشيرة إلى سقوط قرابة 10 قتلى و20 مصابا بعضهم بتر أحد أطرافه.
وجاءت هذه الحوادث بعد تسلل بعض الأهالي عبر البادية لتفقد منازلهم داخل المدينة خاصة الأسبوع الماضي، وهذا سبب منع الناس من دخولها.
في المقابل، يقول الاهالي إن عناصر "قسد" يطالبونهم بمبالغ تصل إلى 50 ألف ليرة سورية لتنظيف منازلهم من الألغام أو حتى التأكد من خلوها من الألغام والخطر.
وطالبت لجنة أطلقت على نفسها "لجنة التواصل المشتركة لمدينة الشعفة" في بيان بعدم الدخول للشعفة نهائياً حتى تصدر الأوامر الرسمية (من قسد) بالعودة وذلك بعد إزالة الألغام وتنظيف المنطقة من مخلفات الحرب المميتة، لأن طريق العودة الى المدينة غير آمن ومحفوف بالمخاطر.
ويأمل آلاف المدنيين السماح لهم بالعودة إلى "الشعفة" بعد عام ونصف العام على مغادرتها إثر اقتراب المعارك بين "قسد" وتنظيم "الدولة الإسلامية" من المدينة، والتي انتهت بالسيطرة عليها منتصف كانون الثاني/ يناير 2019، لكن "قسد" تمنعهم بحجة وجود ألغام زرعها التنظيم وأن ثلثي الأحياء مازال خطرا.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية