استأنفت قوات النظام مؤخراً عملياتها العسكرية في بعض المناطق الواقعة في بادية "السويداء" الشرقية، وذلك ضمن محاولاتها الرامية إلى القضاء بشكلٍ نهائي على ما تبقى من فلول تنظيم "الدولة الإسلامية" في المنطقة.
في هذا الشأن قال "محمد الأمير" اسمٌ مستعار لأحد عناصر النظام الذين يخدمون حالياً في ريف "السويداء"، في تصريح لـ"زمان الوصل" إن قوات النظام قامت يوم أمس الاثنين، بالتغلغل في عمق البادية السورية المحاذية لريف "السويداء" الشرقي، في عملية خاطفة تهدف إلى تمشيط المناطق التي ما يزال ينشط فيها عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية"، وذلك انطلاقاً من نقاط تمركزها في مناطق (تل أصفر، بير القصب، تل الهبيرية، تلول الصفا).
وأضاف "أرسل النظام وحدات من القوات الخاصة في الفرقة (15) لتنفيذ عمليات التمشيط التي جرت على محورين باتجاه أطراف منطقة (الكراع، الدياثة)، حيث وصلت تلك الوحدات إلى مناطق (تل رزين، مغر ملحة، سطح نملة)، وقد عثرت هناك على أحد المخابئ التابعة لمقاتلي التنظيم في الجروف الصخرية".
وأوضح أن قوات النظام اشتبكت قليلاً مع مجموعة من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" المختبئة في المنطقة، ما أسفر عن مقتل أحد عناصر التنظيم وجرح اثنين آخرين وتراجع من تبقى منهم نحو المناطق الأكثر وعورة، في حين اضطرت قوات النظام إلى الانسحاب هي الأخرى من المنطقة بعد مقتل 6 من عناصرها وإصابة آخرين بجروح متفاوتة جراء تعرضهم لرصاص ناجم عن رشاشات نوع 23 مليميترا، بحوزة التنظيم.
ووفقاً لما أشار إليه "الأمير" فإن هناك ما يقارب 250 عنصراً من تنظيم "الدولة الإسلامية" يتوزعون على شكل مجموعات صغيرة -يتراوح عددها بين 15- 20 عنصرا- في أنحاء متفرقة من بادية "السويداء"، وهم ينحدرون بغالبيتهم من منطقة مخيم "اليرموك"، بالإضافة إلى وجود عناصر أخرى من بدو المنطقة الذين يتولون مهمة تأمين طرق التهريب والذخيرة والغذاء لعناصر التنظيم.
ونوه كذلك إلى أن نشاط خلايا التنظيم يبدأ في فترات الليل، ويقوم على القيام ببعض المهمات مثل مهاجمة نقاط قوات النظام ونصب الكمائن الخاطفة لها من خلال زرع العبوات المتفجرة على الطرق الواصلة بين نقاط انتشارها في المنطقة.
وعلى الرغم من نشر قوات النظام لنقاط تمركز ثابتة لها على طول الحدود السورية - الأردنية، ونقاط أخرى تمتد من آبار "الرشيدة" وحتى "سد الزلف" جنوب شرق البادية، إلا أن التنظيم ما يزال يحتفظ بتواجدٍ ملحوظ في منطقتي (الكراع، الدياثة، مغارة سطح نملة)، وهي مناطق تتسم بتضاريس قاسية ووعرة تقع على حدود ريف محافظة "السويداء" الشرقي.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية