أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لبنان : مضبوطات مع العملاء بالغة التطوّر تقنيّاً وباهظة الثمن

دخل لبنان في مرحلة حساسة من المواجهة الأمنية المفتوحة مع الاستخبارات الإسرائيلية على اختلافها.

ويبدو أن مسلسل كشف الشبكات مستمر، وهناك دلائل قوية على احتمال سقوط المزيد في يد أجهزة قوى الأمن الداخلي ومديرية الاستخبارات في الجيش وجهاز أمن المقاومة في وقت قريب، فيما استمرت التحقيقات مع الموقوفين الذين اعترفوا بآلية العمل والتواصل ونوع الأهداف، ما كشف للأجهزة المعنية عن ثروة كبيرة من المعلومات، الامر الذي يبدّد قسماً لا بأس به من «بنك الأهداف» الذي عمل العدو على تغذيته بقوة منذ ما بعد عدوان عام 2006، الامر الذي يولد التوتر لدى العدو ويؤثر على برامج عمله الاستعلامية أو التنفيذية، دون أن يعني ذلك تراجع الاحتمالات بقيام العدو بأعمال عسكرية أو أمنية في أي وقت. وذلك في سياق حربه المفتوحة على لبنان، أو في سياق إعادة الاعتبار الى أجهزته الامنية التي أصيبت بنكسات كبيرة خلال هذه الفترة.


وحسب جهات واسعة الاطلاع، فإن الاجهزة الامنية اللبنانية العاملة على مواجهة الاختراقات الاسرائيلية، رصدت في الفترة الاخيرة، نشاطاً متزايداً للعدو، وثمة برامج مكثفة على العمل المباشر ضد أهداف مصنفة في خانة عناصر القوة البشرية واللوجستية للمقاومة.

وهو أمر ظهر في آلية عمل عدد من الموقوفين الذين تبيّن ـــــ كما في كل مرة ـــــ أنه لا وجود لا صلة عملانية في ما بينهم.

ومع أن الاجهزة التي تتولى التحقيقات مع الموقوفين تشير الى أن الملف يحتاج الى وقت إضافي لكشف كل ما هو مستور، فإن ما برز حتى الآن من اعترافات أو من أدلة وموجودات في حوزة الموقوفين، يُظهر آلية عمل لدى الجانب الإسرائيلي فيها الكثير من الاحتراف والتطور التقني، ويورد المعنيون بعض المعطيات وفق الآتي:


أولاً: إن العدو عمل على تجنيد الموقوفين في فترات مختلفة، بينها ما يعود الى مرحلة ما قبل التحرير، وبعضها الآخر يعود الى أربع أو خمس سنوات. وإن طريقة التجنيد تبدو مستندة الى عملية ترشيح تتم من خلال عملاء كبار يعتقدون أن المختارين يفيدون في المهام المطلوبة منهم. وقد جرى الاتصال بهؤلاء الافراد بطرق مختلفة، ونقلت بعضهم الى داخل فلسطين المحتلة فرق كومندوس إسرائيلية تلاقيهم عند السياج الحدود جنوباً، أو خلال اجتماعات تعقد في الخارج (علي منتش اجتمع بضباط الموساد في هنغاريا).


ثانياً: أخضع هؤلاء لفترة اختبار تخللتها في المرحلة الاولى عملية إغراء كبيرة من خلال دفع مبالغ كبيرة لهؤلاء العملاء، قبل إقرار العمل معهم بصورة دائمة، وبدأت المرحلة الثانية بتدريبهم على طرق التواصل الآمنة من خلال أجهزة الهاتف الخلوية أو من خلال البريد الالكتروني قبل تزويدهم لاحقاً بأدوات للعمل هي عبارة عن كاميرات تصوير دقيقة تخبّأ في أجهزة تُستخدم عادة في أمور شخصية أو منزلية، ليصار في المرحلة اللاحقة الى طلب لائحة معلومات، من بينها أسماء قيادات أمنية وعسكرية في المقاومة وشخصيات لا يعرف العميل بالضرورة نوع عملها، حيث قام العملاء الثلاثة بعملية مسح بالصور والمعلومات والبيانات لكمية كبيرة من الأهداف والشخصيات.


ثالثاً: عُثر مع العملاء على تقنيات استقبال وإرسال متطورة جداً ومموّهة بطريقة معقدة جداً، وقد قاوم أحد الموقوفين لبعض الوقت قبل أن يقر بماهية أحد الاجهزة الالكترونية التي عثر عليها في منزله ليشرح بعد وقت وبعد عملية تفكيك هذا الجهاز أنه يحوي على جهاز إرسال موصول بهاتف وله آلية للربط بجهاز (flash memory) من نوع خاص وجديد وله مميزات غير مألوفة. وقد تبيّن أن هذه الذاكرة تبدو فارغة لكل من عمل على تفكيكها، وهي ذات سعة كبيرة جداً، وبعد الضغط على العميل أقر بطريقة استخدام هذه الذاكرة وكيفية فك رمز التشفير الخاص بها، ليتبيّن أنها تحتوي على خزان هائل من المعلومات والمواد المصورة التي عمل عليها العميل ويجري التدقيق في ما تم إرساله الى العدو وما لم يتسنّ للعميل إرساله.


رابعاً: دلت التحقيقات مع الموقوفين على أن العدو يسعى الى الحصول، في أسرع وقت ممكن، على أكبر قدر من المعلومات عن عناوين وأسماء وملفات خاصة بالمقاومة وأماكن وجودها، وتبيّن أن الذين جُنّدوا طُلب إليهم العمل سريعاً على خلق سواتر توفر لهم بعض الحماية وتبعدهم عن الشبهات، وتسهل لهم الوصول الى بعض الاهداف، وتبيّن أن أحد الموقوفين علي منتش الذي يعمل معرّفاً في حملات الحج وهو شقيق لمرافق القيادي في حركة «أمل» هاني قبيسي المرشح عن المقعد الشيعي في دائرة بيروت الثانية، يتمتع بقدرات إضافية عن الآخرين، وأنه قام بأعمال أكثر خطورة من الآخرين، وهو حاول المقاومة في المرحلة الاولى من التحقيقات لكنه عاد واعترف بالكثير مما كان مكلفاً به، بما في ذلك إشارته الى أن مشغليه طلبوا منه متابعة شخصيات جديدة بعد عدوان عام 2006 علماً بأنه جُنّد عام 2005.

الأخبار - زمان الوصل
(118)    هل أعجبتك المقالة (113)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي