أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

محمد شاب من دير الزور أعياه البحث عن علاج لقدمه المعطوبة

محمد الجاسم - زمان الوصل

في مدينة "ألازيغ" التركية يعيش الشاب الثلاثيني "محمد الجاسم" في منزل شقيقه على ذكريات أليمة عاش لحظاتها المرعبة في مدينة الحسكة التي نزح إليها، فأصيب بقذيفة هاون سقطت على المنزل الذي كان يؤويه مع عدد من أقاربه. وأدت إلى تفتت عظم فخذه وإصابته في أنحاء مختلفة من جسده وإذا كان كابوس الإصابة قد أصبح جزءاً من الماضي بعد مرور أربع سنوات، فإن واقعه المعيشي الصعب مع عائلة شقيقه وتخلّي الجهات الإغاثية والمنظمات الطبية عنه مع حاجته للعلاج ليتمكن من المشي من جديد كي يؤمن قوت يومه، كل ذلك أجّج ذكرى الألم في داخله وجعل معاناته تتوالى فصولاً.


نزح محمد 39 عاماً من مدينة دير الزور إلى الحسكة منذ أربع سنوات إثر اشتباكات حصلت بين النظام وتنظيم "الدولة" في المدينة وسقطت على المنزل الذي كان يستأجره قذيفة أدت لأذيته وكسر في فخذ قدمه اليمنى والمفصل، كما أصيب بشظية في يده.


ويروي الشاب المصاب لـ"زمان الوصل" أنه أُسعف حينها إلى مناطق الأكراد في مدينة القامشلي وتم تركيب سيخ معدني لتصحيح عظم الفخذ المكسور، وذكر أنه أُدخل إلى مشفى "باب الهوى" في إدلب وسجّل حالة مرضية ليتمكن من الدخول إلى تركيا منذ 5 أشهر، وهناك –كما يقول- عانى كثيراً في الانتقال من مشفى إلى آخر بحثاً عن علاج، حيث راجع بداية مشفى "الريحانية" ومن ثم مشفى "انطاكية"، ومنه تم تحويله إلى مشفى "ملاطيا"، حيث قال له الأطباء إن بالإمكان إجراء عملية ولكن عليه أن يشتري المفصل على نفقته علماً أنه يكلف آلاف الدولارات.


وروى محدثنا أنه ذهب بعد ذلك إلى مشفى "لازيغ" ليكشف الأطباء عن وضعه ففوجئ بهم يكتبون تقريراً لا علاقة له بإصابته –حسب قوله- وورد في التقرير عدم توفر أجهزة وإمكانية لتقديم العلاج له.


وكشف محدثنا أنه حصل على تقرير طبي لتقديمه إلى إدارة الهجرة فتم تسجيل العجز بنسبة 24 % وهي أدنى من النسبة التي يتم قبولها في مركز أمنيات للجوء إلى بلد ثالث فأقل نسبة كما قالوا 60 %.


ولفت الشاب المصاب إلى أن عظم الفخذ الذي تم علاجه لم يلبث أن انكسر، فاضطر لربطه بملفع –غطاء نسائي- ولم يعد يرغب بالذهاب إلى المشافي التركية ثانية لعدم وجود رعاية أو اهتمام، حسب قوله.


ويعيش "محمد" في إحدى مناطق مدينة "لازيغ" في بيت شقيقه بقدم شبه مشلولة لا تعينه على الحركة والعمل للإنفاق على نفسه.


ولفت الشاب المصاب إلى أن "هناك مساعدات وداعمون وكفالات لمصابي الثورة السورية في تركيا، ولكن أغلبها –كما يؤكد- تأتي عن طريق المحسوبيات والاعتبارات الأخرى التي من المخجل الحديث عنها"، مشيراً إلى أن "وسطاء وسماسرة يصورون الجرحى والمصابين ويشحذون عليهم التبرعات والإعانات ولا يصل منها شيء إلى المحتاجين أو مصابي الحرب".


وعبر المصاب عن أمنيته بإجراء عملية لفخذه ليتخلص من العذاب والآلام التي يشعر بها كل لحظة ويعاود المشي، فقد مضى عليه أربع سنوات وهو جليس الفراش لا يقوى على الحراك أو السير إلا بواسطة عكازين.


وتابع محدثنا أن لديه تقارير طبية تثبت أيضاً أن قدميه تعرضتا لجلطات عدة، ووجود حالة قصر في عصب إحدى قدميه، ولكن لا أحد يلتفت إلى معاناته، وورد في أحد تقاريره الطبية التي اطلعت عليها "زمان الوصل": "لدى معاينة المريض وبعد إجراء الفحص السريري والشعاعي تبين أن لديه تنكس مفصل ورك أيمن شديد بعد عمل جراحي سابق مع جنف وضمور عضلي وهو يحتاج لإجراء علاج فيزيائي واستبدال مفصل ورك أيمن تام".


ويصاب بعض الأشخاص بالتهاب مزمن في مفصل الورك، ما يؤدي إلى إعاقة الحركة والمشي، وينصح الأطباء في هذه الحالة بإجراء عملية جراحية لاستبدال الورك بآخر صناعي حتى يتمكن المريض من العودة إلى الحركة بسهولة وتخفيف الألم.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(124)    هل أعجبتك المقالة (117)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي