أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الرئيس الأسد: سورية مدخل أساسي للاقتصاد الأوروبي تجاه الأسواق العربية

..... ونحن الطريق الأقصر لأي نقل للنفط والغاز من شرق سورية إلى أوروبا

افتتح السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس النمساوي هاينز فيشر صباح اليوم في مقر الغرفة التجارية النمساوية بفيينا الملتقى الاقتصادي السوري النمساوي.

وألقى الرئيس الأسد كلمة في افتتاح الملتقى قال فيها: إن المحادثات مع الرئيس النمساوي هاينز فيشر كانت مهمة وماراثونية وكانت لدينا فرصة بالأمس لكي نقوم بمباحثات أو بمقدمة للمباحثات ولاحقاً مباحثات رسمية ولاحقاً نصف رسمية على الغداء ومن ثم كان هناك لقاء ودي على العشاء تحدثنا فيه بصراحة بعيداً عن كل الرسميات.. وصباحاً كنا في حوار ثقافي خلال زيارتنا لأحد المتاحف.

الرئيس الأسد: نهدف الى توسيع التعاون بالشكل الذي يعزز تطور الاقتصاد في سورية

وأضاف الرئيس الأسد أن هذا يؤكد شيئين أولاً، اهتمام الجانب النمساوي والحكومة النمساوية والرئيس فيشر تحديداً بهذه العلاقة والحقيقة أن الاهتمام الذي أبداه الرئيس فيشر هو خارج عن البروتوكولات وربما يتجاوز زيارة دولة ونحن في زيارة رسمية ولكن بنفس الوقت يؤكد على أن النمسا هي ليست فقط دولة ثقافة بل هي دولة سياسة واقتصاد..وكان هناك لقاء بيني وبين الرئيس فيشر في نهاية عام 2007 بدمشق وبالرغم من أن الفترة قصيرة إلا أنها كانت غنية بالأحداث السياسية والاقتصادية.

وأكد الرئيس الأسد أن هناك أزمة اقتصادية عالمية مع المزيد من التدهور الأمني في العالم بشكل عام ولكن قابلها في سورية خطوات بالاتجاه المعاكس تماماً بالرغم من الظروف السياسية الصعبة في سورية.. فقد حققنا أرقاماً جيدة نسبياً في الاقتصاد بالرغم من وجود ظروف سياسية معاكسة تماماً لأي نمو أو استثمار في منطقة الشرق الأوسط.

وتابع الرئيس الأسد أن هذه الأرقام ليست بالضرورة أن تكون شاملة بمعنى أن هذا الهرم مازال ضيقاً ونحن نهدف هنا إلى توسيع هذا التعاون بالشكل الذي يعزز تطور الاقتصاد في سورية والأرقام التي حققناها لكي لا تبقى أرقاما على الورق.. وبنفس الوقت الجانب النمساوي هو جانب كأي بلد لديه اقتصاد بحاجة إلى أسواق جديدة.

يجب أن يكون هناك دعم أوروبي لعملية التطوير في منطقتنا من خلال الشراكة

20090428-215701.jpg

وأضاف الرئيس الأسد: من جانب آخر كانت النقاط تتركز حول الرؤية النمساوية للأسواق في المنطقة فليست القضية فقط عدداً من المشاريع يتم الوصول إليها في مثل هذه اللقاءات وهي مهمة بكل الأحوال وربما تشكل نواة لاستثمار أكبر وإنما هي مزيج بين الرؤية الاقتصادية والرؤية السياسية.. فالرؤية السياسية ربما تمر عبر التعاون مع الاتحاد الأوروبي ككل وكنا نتحدث سابقاً منذ عام 2003 أو 2004 تقريباً عندما كانت هناك مفاوضات بيننا وبين الطرف الأوروبي حول ضرورة فهم عدد من المفاوضين الأوروبيين.. إلا أن أسواقاً فقيرة لا تقدم شيئاً لأوروبا والاقتصاد النمساوي بحاجة إلى أسواق غنية فلابد من الجانب السياسي خلال المفاوضات.. أن يكون هناك دعم أوروبي لعملية التطوير في منطقتنا من خلال الشراكة بشكل خاص وربما من خلال أقنية أخرى لهذه العلاقات على مستوى أوروبا أو العلاقات مع الدول وهناك الجانب الآخر وهو سياسات كل دولة من الدول تجاه هذه العلاقات من خلال القروض الميسرة وكانت في الأمس مجال الحديث مع الرئيس فيشر ووزير المالية واليوم ستكون أيضاً مطروحة مع السيد رئيس الوزراء لإعطاء قروض لشركات نمساوية للاستثمار في الأسواق السورية بهدف دعم هذه الشركات وإيجاد أسواق جديدة لها والمساهمة في تطوير الاقتصاد السوري.

نضع والرئيس فيشر رؤية متكاملة تتوافق أو تتماشى مع رؤيتنا السياسية

وقال الرئيس الأسد: إن الرؤية الأكثر شمولاً.. لنقل بأنها رؤية سياسية اقتصادية اجتماعية عندما تكون أسواقنا مستقرة يكون الاقتصاد لديكم جيداً.. وعندما تكون أسواقنا مستقرة لا ننقل إليكم مشاكل سياسية من خلال عملية التطوير..وعندما تكون أسواقنا مستقرة لن يكون هناك مشكلة هجرة في أوروبا..هناك جوانب كثيرة نحن الآن في أحد هذه الجوانب وهو الاستثمار المباشر.. المشاريع المشتركة..هذه الرؤية دفعتنا أنا والرئيس فيشر لكي نكون هنا ليس لكي ندعم بروتوكولياً هذا اللقاء وإنما لكي نضع رؤية متكاملة تتوافق أو تتماشى مع رؤيتنا السياسية.

وأضاف الرئيس الأسد: بالتالي ما ستصلون إليه في نهاية حواراتكم اليوم ولو أنها فترة قصيرة زمنياً سيكون هو جانب مكمل للرؤية التي سنضعها لمستقبل العلاقة السورية النمساوية التي بالنسبة لي بدأت اليوم مع زيارتي الأولى إلى النمسا على المستوى الشخصي وعلى المستوى الرسمي..وأنا سعيد اليوم أن أشهد هذا اللقاء مع الرئيس الصديق فيشر وأعتقد بأن هذا الملتقى الاقتصادي يعكس بتوقيته وبمضمونه وبمستوى المشاركين فيه اهتماماً كبيراً خاصة في ظل أزمة اقتصادية تؤثر الآن علينا جميعاً..ربما لم تؤثر على سورية بالمعنى المالي لأننا لم نكن جزءاً من هذه الفقاعة الكبيرة التي وجدت في العالم ولكن تأثرنا فيها اقتصادياً كتداعيات لما حصل في العالم.

نشهد في سورية مرحلة إصلاح اقتصادي شاملة ترتكز على تحرير التجارة وتحسين بيئة الاستثمار

وقال الرئيس الأسد: أعتقد بأن هذه الأزمة سيكون لها عدة تأثيرات..واحدة من هذه التأثيرات والتي تعنينا كدولة نامية.. هي أن الدول النامية سيكون لها دور أكبر في المستقبل في صناعة القرار وفي إدارة هذا الاقتصاد إن أحسنا استثمارها.. نحن كدول نامية وهذا أحد جوانب هذا اللقاء وبنفس الوقت هذه الأزمة ستركز أكثر على القطاعات الحقيقية أو ستدفع للتركيز على القطاعات الحقيقية كالتجارة والصناعة والسياحة وغيرها بدلاً من القطاعات الاقتصادية الأخرى التي نعتبرها أحياناً افتراضية أو وهمية.

خطواتنا في التطوير هي خطوات مدروسة ومستقرة

 

وأضاف الرئيس الأسد نحن في سورية اليوم نشهد مرحلة إصلاح اقتصادي شاملة ترتكز على تحرير التجارة وزيادة دور القطاع الخاص وتحسين بيئة الاستثمار وتعريض الاقتصاد السوري للمنافسة خارجياً ولكننا لم نعتمد في عملية التطوير مبدأ الصدمة بل اعتمدنا مبدأ التدريج أو التدرج بهذه العملية بشكل يتناسب مع طبيعة الاقتصاد السوري ويأخذ بالاعتبار الجوانب الاجتماعية.. لم نكن نفكر بربح اقتصادي مقابل خسارة اجتماعية تؤدي بالمقابل لخسارة اقتصادية لذلك نحن ربما نكون من أقل الدول في منطقتنا تضرراً بالأزمة الاقتصادية وقد لا نكون الأسرع بالتطوير ولكن خطواتنا في التطوير هي خطوات مدروسة ومستقرة..وكانت الأعوام الأخيرة هي أعوام تشريعية.

وتابع الرئيس الأسد: بالنسبة للجانب الاقتصادي أصدرنا عدداً كبيراً من التشريعات بهدف تحسين بيئة الاستثمار وتحرير التجارة.

وفي مجال الإصلاح المالي والضريبي بدأت نتائج هذه الإصلاحات تظهر من خلال ارتفاع معدلات النمو والتشغيل والاستثمار المحلي والخارجي بالإضافة إلى التوسع الكبير في القطاع الصناعي والمالي والمصرفي وتوسع دور القطاع الخاص في عملية التنمية واعتمدنا على مبدأ حرية العمل الاقتصادي وإتاحة المجال للمبادرة وإبداع مع وجود أطر تنظيمية لتنظيم أسواق العمل والسلع والخدمات لكي نتفادى أي انهيار في بداية عملية الإصلاح في سورية.

 سورية مدخل من المداخل الأساسية للاقتصاد الأوروبي تجاه الأسواق العربية

وقال الرئيس الأسد: بالنسبة للسوريين برعوا تاريخياً في التجارة والأعمال منذ قرون طويلة بسبب الموقع الجغرافي لسورية وهذا الموقع ساعدهم على الانفتاح وبناء العلاقات وهذه العلاقات اليوم تمتد من أقصى الشرق إلى أمريكا الجنوبية وطبعاً تقليدياً مع أوروبا ولكن اليوم المهم بالنسبة لنا هو أن نكون جزءاً من السوق العربية المشتركة وبالتالي يمكن أن تكون سورية هي مدخل من المداخل الأساسية للاقتصاد الأوروبي تجاه الأسواق العربية.. بنفس الوقت النمسا هي في قلب أوروبا والعلاقة بين سورية والنمسا قد تكون لها تأثيرات كبيرة على الواقع الاقتصادي.

20090428-233745.jpg

وأضاف الرئيس الأسد: بالنسبة لنا الموقع الجغرافي أردنا أن نستثمره في سورية بدأنا في موضوع الطاقة..هذا الموضوع منذ عدة سنوات ضمن رؤية استراتيجية لكوننا الطريق الأقصر لأي نقل للنفط والغاز من شرق سورية وخاصة من العراق باتجاه البحر المتوسط ومن ثم إلى أوروبا..تأخر هذا الموضوع بسبب الأوضاع الأمنية في العراق وفي الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء وسبقه قبل ذلك وفد اقتصادي إلى العراق تم الاتفاق بشكل نهائي مع العراقيين على بناء انبوب نفط يمتد من العراق إلى المتوسط.

وقال الرئيس الأسد بنفس الوقت بدأنا منذ عدة سنوات ببناء أنابيب للغاز من الجنوب إلى الشمال..مصر..الأردن..سورية والآن ستمتد باتجاه تركيا ونفكر بأنبوبين أحدهما بالاتجاه الغربي من سورية وتركيا والآخر باتجاه الشرق الذي ربما يذهب إلى تركيا ويلتقي مع الخط الموجود من إيران.. إنه نفس الشيء بالنسبة للطاقة أو الكهرباء تحديداً حيث بدأنا بعملية ربط على المستوى العربي وانتهى جزء كبير منها وهناك الآن تتمة لكل هذه المشاريع على المستوى الاستراتيجي في سورية..هناك تفاصيل كثيرة لن أدخل فيها لأنه سيكون هناك حديث للسيد نائب رئيس الوزراء السوري يشرح لكم بالأرقام وبالتفاصيل ويقدم معطيات كاملة وما يهمني هو الرؤية السياسية والاستراتيجية وما ننتظره منكم كرجال أعمال أن تترجموا هذه التوجهات وهذه الرؤى إلى مشاريع في المجالات المختلفة..في السياحة وهي مهمة جداً وهي قطاع واعد في سورية.. وفي الصناعات الهندسية والكيميائية والدوائية وغيرها من المجالات والطاقة والنقل.. دورنا كحكومتين هو أن نقوم بفتح الأبواب من خلال ما تطرحونه بالنسبة للإطار التشريعي وتوقيع الاتفاقيات بين الحكومتين.

الفرص المتاحة كبيرة جدا ويجب اقتناص الفرص بالوقت المناسب

 

وتابع الرئيس الأسد: إن الفرص المتاحة كبيرة جداً ولكن الفرص يجب أن تقتنص بالوقت المناسب وبعد هذا الوقت المناسب وعندما نتجاوز هذا الوقت يصبح من الصعب اقتناصه وهذه الفرصة مرتبطة أولاًً بعملية التطوير لنا في سورية ثانياً..بوجود السلام وطبعاً الفرص كبيرة ولكن عندما يتحقق السلام ونحن نعمل من أجل السلام فلا شك بأن هذه الفرص سوف تتضاعف مرات عديدة ولكن في ذلك الوقت سيكون هناك اهتمام عالمي كبير وليس من السهل على أي جهة أن تقتنص تلك الفرص في ذلك الوقت.. إذاً علينا أن نعمل على هذه الفرص الآن.

وأكد الرئيس الأسد أن سورية تعمل من أجل السلام منذ عقود وليس منذ سنوات ومستمرة بكل الظروف بالعمل مع أصدقائها والنمسا هي واحدة من هذه الدول التي تدعم عملية السلام وهناك مزاج إيجابي جديد سياسياً في العالم نراه ينعكس على منطقتنا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعلينا أن نعمل بشكل جدي في هذا الاتجاه.

السلام يعطي فرص عمل ويحقق الازدهار

وختم الرئيس الأسد كلمته بالقول: كما أن السلام يعطي فرص عمل ويحقق الازدهار لكن بنفس الوقت عندما نعمل على النمو.. فالنمو يساعد أيضاً على تحقيق السلام ويخفف التوتر والأسباب لوجود الحروب ويساهم في مكافحة التطرف وهو جانب مهم جداً وهو تحد كبير للاقتصاد وللسياسة وللحضارة بشكل عام وعلينا ألا نفصل أيهما يسبق قبل.. لا يهم طالما الآن لدينا فرص بالاقتصاد فدعونا نستخدم الاقتصاد من أجل السياسة والتوصل إلى السلام ومن أجل تعزيز الحوار.. فالاقتصاد هو حوار ومن يدير الحوار هو الذي يصل إلى المعرفة.. والمعرفة هي التي تسمح بترجمة الإمكانات إلى فرص.. والفرص تستفيد منها الشعوب..هكذا كانت سورية والنمسا عبر التاريخ وهكذا سنستمر بالتعاون معكم في هذا الاتجاه.

الرئيس فيشر:نرحب بمبادرات سورية لتسهيل الاستثمار فيها وعملية التقارب بين سورية والاتحاد الأوروبي  ستستمر20090428-193801.jpg

وكان الرئيس فيشر قد عبر في كلمته أمام الملتقى عن التفاؤل والثقة بأن الجانبين السوري والنمساوي سيخرجان بنتائج إيجابية من هذه الزيارة مؤكدا استعداد النمسا لتطوير العلاقات الاقتصادية مع سورية.

وقال الرئيس فيشر .. إن النمسا ترحب بالمبادرات السورية لتسهيل الاستثمار في سورية مشيرا إلى أن عملية التقارب بين سورية والاتحاد الاوروبي ستستمر.

رئيس الغرفة الاقتصادية النمساوية : الشركات النمساوية مستعدة لتقديم خبرتها لسورية

كما ألقى رئيس الغرفة الاقتصادية النمساوية والغرفة الاقتصادية الاوروبية كريستوف ليتل كلمة عبر فيها عن سعادته بحضور الرئيس الأسد لهذا اللقاء الاقتصادي لافتا إلى أن الشركات النمساوية مستعدة لتقديم خبرتها في جميع المجالات لسورية وبالمقابل تستفيد من الخبرات السورية.

200 شركة شاركت في الملتقى من البلدين20090428-194601.jpg

وقد شارك في الملتقى الاقتصادي السوري النمساوي أكثر من مئتي شركة من البلدين بحثت على مدى يوم كامل فرص التعاون الاستثماري والتجاري والتمويلي في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والتصنيع والتقانة والسياحة.

بدء نشاط بنك ضمان وتحويل الصادرات النمساوية في سورية

وأظهرت المناقشات وجود تفاهمات عديدة على مشاريع مشتركة في سورية في هذه القطاعات حيث أعلن المستشار الاقتصادي النمساوي بدمشق بدء نشاط بنك ضمان وتحويل الصادرات النمساوية في سورية بما يشجع الشركات النمساوية على الاستثمار بشكل واسع في الاقتصاد السوري.

الدردري يعرض أمام الملتقى فرص الاستثمار في سورية

وكان السيد عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عرض أمام الملتقى فرص الاستثمار في سورية والمناخ الاستثماري الملائم وتناول بالأرقام مسألة النمو الاقتصادي وذلك في إطار رؤية استراتيجية بعيدة المدى.

سانا
(113)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي