أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تركيا.. "مركز همة الشبابي" محاولة لترميم ما دمرته الحرب في نفوس الطلاب السوريين

يعمل المركز على قطاعات الشباب والطلاب والمرأة والطفل في المجالات الثقافية والعلمية والمجتمعية

في منطقة "الإصلاحية" التابعة لولاية غازي عينتاب (جنوب تركيا) يقع "مركز همة الشبابي" الذي يُعد واحداً من مراكز جمعية "همة" المنتشرة في أنحاء مختلفة من تركيا ويعمل على قطاعات الشباب والطلاب والمرأة والطفل في المجالات الثقافية والعلمية والمجتمعية من خلال تثقيفهم على المستوى الدراسي وإكسابهم مهارات الفكر والحياة والإبداع في محاولة لترميم ذواتهم التي أرهقتها سنوات الحرب.


وتعود فكرة المركز لمدرس اللغة العربية "بلال شحادة" بعد قدومه إلى تركيا عام 2014، حيث كان يستغل العطلة الصيفية ليقدم لطلابه في مدينة "الإصلاحية" دروساً في اللغة العربية، وبعد أن شهدت تجربته إقبالاً متزايداً منهم بدأ بإعطائهم دروساً في تعلم القرآن الكريم وحفظه إضافة إلى دروس ثقافية متنوعة في التاريخ والأعلام والقيم مع الحرص على تقديم المعلومة الصحيحة والسليمة والغنية التي تخدم فكر الطالب بشكل صحيح وسليم، واستمر الحال على ذلك لمدة عام ونصف ـ ـ كما يقول- حيث تغيرت إدارة المدرسة، فمنع من العمل على هذه التجربة لأنه كان يستخدم صفوف المدرسة لنشاطه.


وروى "شحادة" وهو خريج كلية الاداب قسم اللغة العربية بجامعة حلب أنه تعرف بعد ذلك إلى أحد القائمين على "جمعية همة السورية" وطرح فكرة إقامة مركز تعليمي وترفيهي للطلاب السوريين في "الإصلاحية" فلاقت الفكرة استحسان الجمعية التي شرعت باستئجار مكان للمركز وكان المكان فارغا من أي مستلزمات للدراسة والنشاط، وكانت الدروس تتم على الأرض في البداية، ثم لم يلبث أن تطور المركز بجهود الخيرين ليكون مركزاً مهماً على مستوى مدينة |الإصلاحية".


ويشرح "شحادة" نشاطات المركز الذي يتعدى كونه مركزاً تعليماً تقليدياً بل يقوم على جوانب عدة ويتوجه لشرائح مجتمعية متنوعة وليس من هم في سن الدراسة فحسب لأن المجتمع ـ حسب قوله- لا يقوم على فئة محددة.


وأردف محدثنا أن المجتمع السوري عانى ولا يزال بسبب ويلات الحرب والقهر والظلم الذي مورس على أبنائه من قبل النظام البعثي الفاسد، وكذلك من صعوبات الغربة ومشقات المعيشة وغلائها، الأمر الذي ترك الأطفال في حالة بعد عن العلم والدراسة، أضف إلى ذلك -كما يقول- إحداث فجوة بين الواقع الدراسي باللغة العربية واللغة التركية، حيث كانت المدارس الموجهة لأبناء اللاجئين تدرس باللغة العربية، ثم بدأت هذه اللغة بالتقلص رويداً رويداً إلى أن أصبح التعليم باللغة التركية في ظل ما يُعرف بعمليات الإندماج مما ترك شرخاً وفراغاً لدى الطلاب السوريين ولذلك يحاول المركز كما يقول مؤسسه أن يسد هذا الفراغ على المستوى التعليمي.


ويجهد مركز "همة" الشبابي الذي يضم اليوم أكثر من 700 طالب وطالبة –بحسب محدثنا- لبناء جيل واع ومثقف يخدم المجتمع ويبني الوطن بعد تحرره وتعافيه.


ونوّه إلى أن للمركز عشرات الأنشطة والبرامج على المستوى المجتمعي والشبابي وكذلك على مستوى المرأة والطفل والتعليم والتدريب الذي يأخذ حيزاً جيداً من اهتمامات هذا الصرح العلمي، فهناك برنامج "رقيم" الذي يعنى بنشر ثقافة القراءة والقراءة الواعية.


وأوضح محدثنا أن برنامج رقيم يقوم على إعطاء كتاب معين تتم قراءته لمدة شهر ويُناقش بعدها بين الطلاب، والبرنامج ذاته يطبق مع النساء والفتيات تحت اسم "جلسة شاي".


ومن البرامج المجتمعية التي يعمل عليها مركز همة الشبابي–كما يشير شحادة- برنامج "قيمتي قيمي" وهي عبارة عن قيمة من القيم الإنسانية الجميلة التي يحتاجها المجتمع كالمسؤولية أوالتفوق والنجاح وقيمة الحرية واحترام الكبير وبر الوالدين والنظام وهي قيم تكاد تكون ضعيفة التلقي بسبب تغير الثقافة والبيئة على ذهن الطفل أو الشاب، ومن هذه الأنشطة أيضاً لقاءات الأهالي والتعارف فيما بينهم ومناقشة كافة القضايا.


ولم يقتصر نشاط همة على الجانب التعليمي بل شمل قطاع التدريب ويسعى المركز –كما يقول مديره- لإيجاد سوية من المهارات والخبرات التي تخدم الحالة العلمية وليس التعليم النظري والشهادات فقط، مضيفاً أن المركز أقام في هذا الصدد العديد من الدورات التدريبية ومنها دورة في التصوير الاحترافي ودورة في التفوق الدراسي ومهارات الإلقاء، وثمة خطط مستقلبية لدورات مهارية أكثر تستهدف كل فئات المجتمع إلى جانب دورات الدعم الدراسي في مواد الرياضيات والفيزياء قبل الامتحانات واللغتين العربية والتركية، علاوة على التوجه لربط الطالب بوطنه الأم من خلال برنامج باسم "بلادي" الذي يتم تدريس الطفل السوري فيه الجغرافيا والتاريخ حتى يبقى مرتبطاً مع وطنه وبلده سوريا ويبني نفسه ويكون فعالاً.


وأشار "شحادة" إلى الاهتمام بالجانب البدني والرياضي، حيث تقام دوريات في كرة القدم والتنس والطاولة والشطرنج بإشراف مختصين متطوعين، وكذلك النشاط الكشفي الذي يركزعلى الشباب واليافعين لغرس روح العمل المجتمعي والقيم من خلال النشاط والصيحات وحضور المخيمات الكشفية.

شحادة أوضح أن هناك العديد من المعوقات و الصعوبات التي تعترض عمل المركز و لعل من أبرزها أن المتوفر من الموارد لا يغطي حجم الاحتياج للقيام بأنشطة المركز المتنوعة و خاصة ان هذه الأنشطة مجانية و القائمين عليها شباب متطوع .


كما أن هناك من جهة ثانية حاجة لدعم حالات الابداع الفكري و المهاري الموجودة لدى الطلاب.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(239)    هل أعجبتك المقالة (219)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي