استبعد تخلي بوتين عنه دون ضغط دولي.. بشارة: الأسد "هُزم وهَزم شرّ هزيمة"

بشارة من لقاء التلفزيون العربي - زمان الوصل

قال المفكر العربي عزمي بشارة إن بشار الأسد "هُزم شرّ هزيمة وهَزم شرّ هزيمة في الوقت نفسه"، معتبرا أن حجم الخراب كافٍ لإدراك هذه الحقيقة.

ورأى في حوار مع "التلفزيون العربي" يوم الإثنين أن الأسد هُزم "عندما واجه شعبه بالقتل وعندما تنازل عن السيادة السورية لسحق الشعب السوري فأصبح رهينة لهذه القوى ولمساوماتها (روسيا وإيران)، واليوم حزبه انتهى والجيش أصبح أقرب إلى المليشيات التي تنهب وتتقاسم البلد".

واستبعد مدير "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" أن يضحي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالأسد في مساومات دولية ما، وقال إن بوتين "يعتبر وجود الأسد رمزاً لإنجازه في سوريا فلماذا يتخلى عنه إذا لم يكن هناك ضغط دولي عليه"؟

وفي هذا السياق، لفت بشارة إلى أن أحداً من الأطراف الدولية الرئيسية لا يضع اليوم دولياً بشار الأسد كعنصر أساسي في العلاقات مع روسيا. 

لكنه شدد على أن التحليل بأن الأسد انتصر "باكر جداً" بدليل الشتات السوري، وحجم الدمار والعجز عن إعادة الإعمار.

واختصر الوضع قائلا إن "الشعب السوري لم يتحرر لكن الإنسان السوري تحرر"، مستعرضا براهين على ذلك منها نجاحات السوريين في الخارج اليوم، وتمكنهم من تأسيس جماعات ضغط حقيقية في الخارج ونجاحات رجال الأعمال وظهور أكاديميين وجامعيين متميزين، وظهور حالات اعتراضية حتى في الداخل السوري حتى اليوم، رغم حجم القتل والسحق الذي تعرض له الشعب السوري.

واعتبر "بشارة" قرار إعادة تماثيل آل الأسد إلى درعا "أكبر دليل على أن النظام بعيد سنوات ضوئية عن الرغبة بلم الشمل السوري وبناء البلد".

كما أنه انتقد المعارضة السورية، لاسيما التطرف الديني والخطاب الطائفي والفوضى في صفوفها، موضحا أنه يجب إعادة النظر فيها لأن "الوضع الآن لا يسمح للسوريين بفرض أنفسهم في وجه النظام لا في الداخل ولا في الخارج".

ووصف مسار "جنيف" بأنه فارغ منذ بدايته "ومجرد تضييع وقت، لأن النظام لم يذهب إلى جنيف إلا لكسب الوقت، والأسد لن يقدم تنازلاً واحداً ولا أي إصلاح، ذلك أن النظام السوري يعتبر أن أي تنازل صغير يقدمه، سيكون مدخلاً لانفلات كل السلطة من يده، وحتى ولو وضع دستورا جديدا فهو لن يطبق".

في اللقاء نفسه تناول المفكر العربي الاحتجاجات في الجزائر والسودان، وعوّل على نضج الشعوب العربية التي تتظاهر في البلدين، مشيرا إلى أنها ستتحرك مستقبلاً في دول أخرى سُحقت فيها محاولات التغيير الديمقراطي المدني.

كما رجح أن تتعلم المعارضات العربية من أخطائها وأن يدرك الحراك الشعبي ضرورة تنظيم قواه وموافقته على الدخول في مفاوضات ومساومات مع النخب الحاكمة، بهدف تحقيق خطوات جدية في التغيير الديمقراطي في بلدانها، في إطار ما سمّاه "الموجة الجديدة" للربيع العربي أو "المرحلة نفسها مع تفاوت في الصعود والهبوط" في دينامياته.

زمان الوصل
(142)    هل أعجبتك المقالة (124)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي