أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السوريون يحيون الذكرى الثامنة للثورة بالمظاهرات وصوت "الساروت" يصدح في الشمال المحرر

من مظاهرات إدلب - الأناضول

أحيا السوريون في مدن متفرقة بالشمال السوري المحرر يوم الجمعة الذكرى الثامنة لانطلاق الثورة السورية ضد نظام الأسد في ظل أجواء لا تخلو من الحزن والغضب لمواصلة النظام حملة القصف المستمرة على أرياف إدلب وحلب وحماه واللاذقية.


وتجمع آلاف المتظاهرين في مناطق متفرقة من إدلب وريف حلب في الساحات الرئيسية حاملين أعلام الثورة.


وشملت المظاهرات مدن وبلدات "إدلب، معرة النعمان، خان شيخون، سراقب، سرمدا، بنش، حاس، حزارين، كفرعويد، سفوهن، كفردريان، أحسم، أطمة، سرجة والجانودية" وفي مناطق بريف حلب بينها مدينة "الباب".


وشارك فيها المئات من السوريين رغم تعرض مناطق بالقرب منها ظهر اليوم لقصف مدفعي من قوات النظام السوري أسفر عن أضرار مادية.

وعبر المتظاهرون عن رغبتهم في الاستمرار في الثورة ضد النظام حتى إسقاطه ومحاسبة رموزه على الجرائم التي ارتكبوها بحق السوريين من قتل وتهجير وتدمير.


وخرجت مظاهرة حاشدة في مدينة "معرة النعمان" شارك فيها المئات من المتظاهرين بقيادة منشد الثورة وبلبلها "عبد الباسط الساروت"، وهتف المتظاهرون خلالها منادين بإسقاط النظام والإفراج عن المعتقلين.


وقالت أم عبد الله السعود إحدى المتظاهرات لـ"زمان الوصل" إن سنوات ثمان انقضت على السوريين تحولت فيها الثورة إلى حرب مفتوحة بعد إمعان الأسد وميليشياته بقتل المتظاهرين واضطرار أولئك إلى حمل السلاح لتتشكل فصائل وكتائب على مدار الوقت وينبثق عنها الجيش السوري الحر.


وأضافت "اليوم تدخل الثورة السورية عامها التاسع، والسوريون مشتتون في أصقاع الأرض غرق منهم في البحر من غرق واعتقل منهم من اعتقل واستشهد من استشهد وملؤوا الأرض بمأساتهم التي لم يشهد القرن مثلها".


ونوهت أم عبدالله إلى الشخصيات السياسية المحسوبة على الثورة من ائتلاف وحكومة مؤقتة وما على شاكلتها من ممثلي المعارضة والفصائل في الداخل السوري، فقد فشلوا فشلاً ذريعاً في أن يكون لهم دور حقيقي وفعال في توجيه دفة الصراع أو أن يكون لهم كلمة حقيقية في حسم الصراع لصالح الثوار، فقد أضحوا عبئاً على الثورة وأهلها وغدوا بيادق على رقعة شطرنج تحركها القوى الخارجية بالاتجاه الذي تريد ولو كان على حساب الشعب السوري المكلوم وما اجتماعاتهم في أستانة وسوتشي وغيرها من المؤتمرات إلا دليل على أنهم غدوا شهود زور على مقررات تفرض عليهم من الجهات الراعية لهذه المؤتمرات كالجانب الروسي والإيراني والتركي وما عليهم إلا التنفيذ.


بدورها هدى سرجاوي مديرة مكتب تمكين المرأة في مدينة معرة النعمان قالت: يمكن القول بأن الوضع العسكري لم يكن بالعموم لصالح المعارضة خاصة عام 2018، حيث تقدمت قوات النظام بشكل سريع من ريف حماه الشرقي باتجاه ريف حلب الجنوبي وسقطت نحو 400 بلدة خلال شهرين تقريباً وتمكن النظام من السيطرة على معظم ريف حلب الجنوبي وسقطت بلدات مهمة مثل "تل الضمان وأبو ظهور" ومطارها الاستراتيجي.


وتسببت عمليات النظام العسكرية التي ساندها الروس من الجو بحركة نزوح كبيرة لعلها الأكبر منذ انطلاق الثورة السورية، وهرب أكثر من مئتي ألف مدني من مناطق ريف حماه الشرقي وريف إدلب الجنوبي وريف حلب الجنوبي باتجاه المناطق الأكثر أمناً في الشمال السوري، وهو ما تسبب بأزمة إنسانية كبيرة في ظل أجواء الشتاء الباردة، خاصة أن مناطق الشمال لم تعد تستطيع استيعاب مزيد من اللاجئين فهي تعج بالنازحين من المناطق السورية كافة ومخيم "أطمة" وحده فقط يضم نحو ربع مليون شخص.


وتشير "سرجاوي" بأن المرأة السورية شاركت في مراحل الثورة المتلاحقة على مدى ثمانية أعوام على الرغم من المشاكل والصعوبات المتعددة التي تعرضت لها وبرز دور المرأة في المجال الإعلامي خاصة في نقل الأحداث إن كان بأسماء حقيقية أو حتى بأسماء وهمية ولم تمنعها القيود التي يفرضها المجتمع أو النظام وقبضته الأمنية من أن يكون لها بصمة واضحة في هذا الأمر.


كما شاركت المرأة في تنظيم المظاهرات وكتابة اللافتات إضافة إلى دورها في العمل الطبي والنشاط الإغاثي لينالها نصيب من انتهاكات قوات النظام ومليشياته فكانت المعتقلة وكانت المفقودة.


أما "باسل تناري" فقال إن النظام فشل في إيقاف الثورة فلجأ إلى التصعيد العسكري من خلال قصف المدن والبلدات الثائرة بأقوى أنواع الأسلحة وأشدها تدميرا، ولم يوفر في حربه على الشعب كافة أنواع الأسلحة المحرمة دولياً فقصف المناطق المحررة بالغازات السامة وبالقنابل الفوسفورية والعنقودية والصواريخ الارتجاجية وغيرها واستطاعت هذه الطائرات إضافة للظروف الإنسانية المتردية تمهيد الطريق لجريمته التالية وهي جريمة التهجير القسري للمدنيين من بيوتهم ومدنهم وفتحت ثقل الموت قصفاً وجوعاً وقهراً، ما أدى الى عقد العديد من التسويات والاتفاقيات مجبراً الآلاف على الرحيل من مدنهم الى الشمال السوري.


ولفت "تناري" بأن كل أنواع العنف والإرهاب التي مورست لم تكسر عزيمة الشعب السوري عن مطالبه برحيل الأسد وتطبيق القرارات الدولية التي دعت إلى هيئة حكم انتقالي وخروج المعتقلين والمحافظة على وحدة الأراضي السورية.


وأشار إلى أن ما يسمى أصدقاء سوريا هم أول من خذل الشعب السوري وقلص مناطق انتشار الثورة لتبقى في شمال سوريا، متهما المجتمع الدولي بأنه تواطأ بشكل علني مع مطالب الشعب السوري وتجاهل نداءات وصرخات المظلومين حتى إن القرارات الدولية التي صدرت لتخفف من معاناة السوريين لم يكن المجتمع الدولي جاداً بتطبيقها.


كما أكد على استمرار الدعوات لإطلاق سراح المعتقلين المغيبين قسرا وحق المهجرين في العودة لأوطانهم وضرورة محاسبة مرتكبي جرائم الحرب والإبادة بحق الأطفال والنساء والشيوخ العزل وجرائم استخدام الغازات السامة والكيماوية والقنابل العنقودية المحرمة دولياً في الغوطة ودوما وخان شيخون وسرمين وكفرزيتا والتي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء المدنيين.


واعتبر أن 15 آذار مارس يوم الغضب السوري يشارك فيه جميع السوريين لإعادة روح الثورة لها والحفاظ على أهدافها وثوابتها.


وتتزامن الذكرى الثامنة لبدء المظاهرات ضد نظام الأسد مع هجمات روسية على إدلب المعقل الأخير للمعارضة التي فقدت غالبية الأراضي التي سيطرت عليها خلال هذه الأعوام منذ التدخل الروسي إلى جانب النظام في أيلول سبتمبر/2015، ويعكس الوضع في شمال سوريا مدى تعقيد النزاع في هذا البلد خصوصاً مع تدخلات عسكرية من دول أجنبية لها مصالح متباينة.

زمان الوصل
(187)    هل أعجبتك المقالة (202)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي