أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"سيدة العدالة".. معرض لمصور سوري في "أنغوليم" الفرنسية

اختار "سامي" يوم المرأة العالمي ليكون انطلاقا لمعرضه

قبل شهرين حطّ المصور الصحفي "سامي قره علي" رحاله في مدينة "أنغوليم Angouleme" الفرنسية، فأردا عرض ما في جعبته من مخزون سنوات حملها معه إلى بلاد اللجوء ليشاهدها العالم عن قرب كما حدثت.


وبعد سنوات قضاها "سامي" طبيبا ومنقذا لأرواح العشرات في إدلب وريفها، سلك ابن مدينة "بنش" طريق العمل الصحفي في محطة لجوئه الأولى (تركيا) ليوثق عبر عدسة كاميراته آلاف الصور عن حياة السوريين والمجتمع التركي ولا سيما في اسطنبول".


اختار "سامي" يوم المرأة العالمي ليكون انطلاقا لمعرضه الذي حمل عنوان "سيدة العدالة"، مركزا على حقوق المرأة في العالم عموما وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص.


ويعرض "سامي" على مدار أسبوع 22 صورة مع "بورتريه" في صالة جمعية "فرنسا أرض اللجوء"France Terre D'asile، التي ساعدت في إتمام المعرض ودعت الفعاليات الفرنسية في يوم افتتاحه، لينتقل بعد ذلك إلى جامعة المدينة.


لوحات المعرض وثقت بعضا من جوانب عمل الصحفية السورية "حلا بركات" التي وجدت مقتولة مع أمها في منزلهما باسطنبول يوم 21 أيلول سبتمبر/ 2017، كما وثقت مظاهرة لآلاف نساء في شارع الاستقلال باسطنبول اللاتي طالبن بالعدالة والحرية وحقوق المرأة.


وكانت ابنة مدينة إدلب "حلا بركات" وأمها "عروبة بركات" من أبرز الناشطات السوريات، تخرجت من جامعة "İstanbul Şehir Üniversitesi" قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وتتقن الإنكليزية والفرنسية والعربية، وعملت كصحفية مع وسائل إعلامية مختلفة.


وقال "سامي": "إن السبب الذي يقف وراء إقامة المعرض لأن "مجتمعات كثيرة تغيب حقوق المرأة، والغالبية الساحقة من دول العالم تحرم المرأة من التمثيل العادل في البرلمانات وصناعة القرار السياسي، لدرجة أن نسبة تمثيل النساء في بعض البرلمانات تصل إلى (0 بالمائة)".


وأكد لـ"زمان الوصل" على أن المعرض لاقى تفاعلا وتعاطفا في الأوساط الفرنسية ابتداء من الفنانين والمصورين الذين ساعدوا في طباعة الصور وتوفير الإطارات اللازمة، وتخصيص وقت لتعليق الصور وتجهيزها للعرض.


وأضاف: "حضر ممثلون عن جمعية (التضامن مع المرأة femmes solidair)، وأعجبوا برسالة المعرض، كما ألقوا كلمة عن الصعوبات التي تواجه المرأة المهاجرة".


وأوضح أن الحضور أبدوا تعاطفهم الكبير مع عناوين المعرض خصوصا مع الصحفية "حلا بركات"، فيما عرض آخرون المساعدة لإقامة معارض جديدة.


وتابع: "أي كلام عن سوريا يبقى بلا معنى أمام فقد الهوية والوطن كل شيء فينا تمزق ولذلك بحثنا عن وطن يحترمنا.. لست متشائما لكني لا أرى سوريا التي نريد في المستقبل القريب".


ولفت إلى أنه سيرى "سوريا أجمل عندما تتمكن المرأة السورية بالمشاركة بشكل حقيقي وعادل في صناعة القرار السوري، بعيدا عن القتل والتعذيب والدمار والديكتاتورية".


واعتبر أن "الحرب هي صناعة الرجل بامتياز، وعلى الثورة مساندة المرأة في صنع الربيع والسلام".


وقال: "الإعلام حاسم في الدفاع أو طمس وتشويه الحقيقة في أذهان الجمهور، ولعل فشل الإعلاميين السوريين في تأسيس منبر إعلامي وطني سوري مستقل هو أهم سبب لغياب بذرة لوطن عادل أردنا أن نزرعها في سوريا أو عنها، ناهيك عن ندرة في المنابر الإعلامية التي تنقل سوريا للشعوب الأخرى باللغات الحية الإنكليزية والفرنسية وغيرها، لكن رغم كل ذلك علينا أن لا نيأس ونستثمر أكثر بالبناء الإعلامي الجمعي".
وختم "سامي" حديثه بالقول: "أخجل أن أوصي سورياً يعيش في الداخل بشيء لأني لا أعيش هناك، حيث القهر والظلم والخوف، لكن بالنسبة للسوريين في بلاد الشتات أشجعهم على أن يعيشوا نجاحهم الشخصي ويعملوا له بنبل وتحدي، لعل تراكم هذا النجاح في المجتمعات المختلفة التي نعيشها يساعدنا في إحياء سوريا كوطن حر وعزيز يوما ما".


وكان 2012 عام التخرج لـ"سامي" من كلية الطب بشري، لكنه أجبر على ترك الدراسة بعد اعتقال من قبل قوات الأسد عام 2011، بسبب مشاركته في مظاهرة طلابية في الجامعة، وعمل في سنوات الثورة السورية كطبيب في المستشفيات الميدانية، كما عمل مترجما للصحفية المصورة الفرنسية "لورنس جي Laurence Geai" والصحفية الفرنسية "جارنس لوكاين Garance Le Caisne".

زمان الوصل
(113)    هل أعجبتك المقالة (123)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي