أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إعادة تمثال "حافظ" تُعيد مهد الثورة إلى سيرتها الأولى

جدد المتظاهرون هتافات ثورة الكرامة المطالبة بإسقاط نظام الأسد - نشطاء

"طز طز بالأنذال وطز بصاحب التمثال"، بهذا الشعار جابت مظاهرة حاشدة اليوم الأحد، شوارع "درعا البلد" منطلقة من أمام المسجد "العمري"، ومنددة بإعادة تمثال حافظ الأسد إلى المدينة وبالمسيرة المؤيدة التي دعا إليها النظام عبر مكبرات المساجد.


وجدد المتظاهرون هتافات ثورة الكرامة المطالبة بإسقاط نظام الأسد الجاثم على قلوب السوريين منذ نصف قرن، كما هتفوا للمناطق المحررة التي تتعرض لحرب إبادة من قبل الأسد وحلفائه.


وشدد المتظاهرون على تصميمهم مواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها بالحرية والديمقراطية، منددين بالصمت الدولي المخزي تجاه الشعب السوري الذي يتعرض لمذابح ومجازر حرب منذ ثمان سنوات.


وجاءت المظاهرة بعد يوم من إعادة تمثال حافظ الأسد، إلى ساحة "16 تشرين" وسط "درعا المحطة"، وهو نفس المكان الذي حطم فيه المتظاهرون التمثال السابق في بداية الثورة بيوم 25 آذار مارس/2011 ودفعوا حينها أرواح أكثر من 20 شهيدا في سبيل تحطيمه.


كما دعا نظام الأسد جميع الموظفين للخروج في مسيرة مؤيدة للنظام اليوم الأحد، مطلقا عليها "تجديد الوفاء"، محذرا جميع الموظفين من أي غياب، كما عممت مديرية الأوقاف على مكبرات المساجد للخروج بهذه المسيرة.


ورفع المتظاهرون لافتات تعلن رفضهم لنصب التمثال من جديد، ونادوا بـ"تمجيد الشهداء"، وكُتب على بعضها العبارات "تمثالكم غير مرحب به... وأوضاعنا عال العال بس كان ناقصنا تمثال"، وأظهرت مقاطع فيديو متظاهرين في مدينة درعا البلد مطالبين بخروج المعتقلين من السجون، وهتفوا بإسقاط النظام.


وأكد ناشطون أن المسيرة التي نظمت في مدينة درعا المحطة، انتهت بعد دقائق من بداية المظاهرة في مدينة درعا البلد، بسبب ما وصفوه بتوتر الأوضاع في احياء المدينة، وسماع أصوات عيارات نارية في المنطقة.


وتعتبر المظاهرة التي خرجت في مدينة درعا البلد اليوم أكبر مظاهرة لأبناء المنطقة منذ عقد اتفاق التسوية والمصالحات في الجنوب، ولم تكن هذه المرة الأولى التي يخرج بها أبناء مدينة درعا البلد بمظاهرة بعد اتفاق التسوية، حيث سبقها بعد شهر من اتفاق التسوية وقفة احتجاجية لعشرات المتظاهرين في مدينة درعا البلد، طالبوا برفع القبضة الأمنية وإخراج المعتقلين، وأعلنوا تمسكهم بثوابت الثورة السورية.


الصحفي "محمد العويد" قال: "أبعد من إعادة التمثال وما ترمز وتؤسس إليه، أنا أميل لتراكمات شهور، وربما سنوات فالأصل بالاتفاقات التي أعلن عناوينها وأخفيت تفاصيلها بأن العملية السياسية قاب قوسين أو أدنى وعودة الحقوق للناس واحترام خياراتهم السياسية".


وأضاف: "يبدو أن ثمة تنصلا ظهر على أمل أن يصبح أمرا واقعا وهو ما فجر بركان الرفض اليوم بدرعا البلد وقد تتسع امتداداته ليشمل غالبية مدن وبلدات حوران".


وأكد "العويد" على أن السوريين لم يعد لديهم أمل في أي قادم أمام الخذلان، وقد ذاقوا ويلات الموت واعتقال أبناءهم وتدمير مدنهم، مشيرا إلى أن الأشد خطورة إن لم تمض العملية السياسية إلى نهايتها وهذا توافق مجتمعي تراكم عبر سنوات.


وختم "العويد" بالقول: "اليوم يمكن قراءة مشهد عودة الحراك بدرعا البلد، قبل العودة إلى انفلات الوضع وأجزم انه أوصل رسائله لحلفاء النظام ورعاته الإقليمين والدوليين تفيد بأننا لم نعد نخاف من الموت وقد خبرناه، ولكننا لا نريده لنا ولغيرنا وعليكم التحرك عاجلا".


يذكر أن مدينة درعا البلد من المناطق وقعت على اتفاق "التسوية والمصالحات" بعد مفاوضات مع الجانب الروسي في تموز يوليو الماضي، و لم تدخلها قوات النظام السوري وتنشر حواجز لها في المدينة كباقي المناطق التي سيطر عليها النظام جنوب سوريا بعد الاتفاق.

درعا - زمان الوصل
(94)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي