أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مصرية ولبنانية تكابدان تجربة اللجوء مع السوريين في مخيمات "عرسال"

"هدى" و"هلا" - زمان الوصل

‏"هدى" و"هلا" خمسينيتان كتبت عليهما الأقدار أن تدفعا ضريبة زواجهما من رجلين سوريين، زواج بدا أن فاتحة ‏ضريبته أن تسكنا الخيام كغيرهما من آلاف اللاجئين السوريين الذي شردتهم الحرب، وليست خاتمته ما قد وصلتا إليه ‏من تداعيات "أرذل العمر" من وحدة ومرض وإهمال.‏


في إحدى مخيمات "عرسال" الحدودية وعلى جنبات مخيم "الوفاء العماني" في "وادي الحصن" تربض اللاجئة المصرية ‏‏"هدى إسماعيل أمين" (أم صالح ـ55 عاما)، تربض وحيدة مريضة بعد أن سلبها الموت من اختارته زوجاً وسنداً، ولا ‏أولاد يعينونها على مواجهة سنوات عمرها الأخيرة بعدما لفظتها الحرب من بين من لفظتهم من سكان بلدتها "القصير" بين ‏براثن اللجوء.‏


تقول "أم ‏صالح" التي تعاني من فقدان كامل في البصر في عينها اليسرى إضافة لأمراض الديسك وانزلاق الفقرات والغدة: ‏‏"تعرفت على زوجي في ليبيا، كان علي أن أترك مدينتي البحيرة في قضاء الدمنهور في مصر لأذهب في زيارة لأخي ‏الذي يعمل في ليبيا وهناك تعرفت على زوجي السوري، الذي كان يعمل على حفارة‎".


وتضيف لـ"زمان الوصل" قائلة "تزوجنا عام 1995 أنجبنا ولدا لا أعلم عن مصيره شيئا منذ اندلاع الحرب في سوريا، توفي زوجي في ‏مدينة القصير سنة 2005، وها هي الأقدار تقودني إلى هنا كغيري من آلاف النسوة السوريات اللاتي هجرتهن الحرب من ‏مدينة القصير".‏


وتوضح "أم صالح" التي لم تبد ندمها على زواجها من سوري: "‏‎" ‎أعيش في هذا المخيم كغيري من اللاجئات السوريات ‏وأكابد ما يكابدن،‎‏ غير أنه ما يميزني عنهن فقدان المعيل وحاجتي الماسة للأدوية وباقي ضروريات الحياة، وهذا ما أعجز ‏عن تأمينه بغياب أي قريب أو أخ أو ولد لي‎"‎.


على مقربة من اللاجئة المصرية "هدى" وفي مخيم "العبور" في منطقة "البابين" في "عرسال" تربض اللاجئة اللبنانية ‏والمتزوجة من سوري "هلا عمر النعسان ـ 55 عاماً".‏‎


تقول هلا "أم حسين " لمراسل "زمان الوصل": "أنا من منطقة المينا في طرابلس تزوجت من رجل سوري قبل ثلاثين ‏عاما وأنجبت منه ثلاث بنات في مدينته "القصير"، وكنت ممن فر من ويلات الحرب التي دمرت مدينتنا إلى مخيمات ‏اللاجئيين السوريين في عرسال".‏


تتابع "هلا" التي تفتقر أدنى مقومات الحياة من أدوية وهي المصابة بشلل نصفي: "لم يزرني أهلي مذ لجأت إلى عرسال وحالتي الصحية ‏تزداد تدهورا يوما بعد يوم".‏

عبد الحفيظ الحولاني‎ - زمان الوصل
(126)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي