نظّم عشرات السائقين في مدينة "الباب" بريف "حلب" الشرقي، صباح اليوم الأربعاء، اعتصاماً احتجاجياً على خلفية القرار التي أصدرته إدارة معبر "باب السلامة" الحدودي، بالسماح للسيارات التركية المحملة بالبضائع أن تدخل إلى المناطق المحررة وتفرغ حمولتها.
وقال "محمد مستو" أحد المشاركين في الاعتصام، في تصريح لـ"زمان الوصل" إن الاعتصام جاء رداً على قرار تركيا بتفعيل عبور الشاحنات التركية بشكلٍ مباشر إلى الداخل السوري (من المصدر إلى المستورد)، حيث تجمّع مئات السائقين على طريق "الراعي" شمالي مدينة "الباب"، في محاولة منهم لمنع دخول الشاحنات التركية إلى المنطقة.
وأضاف "سنواصل الاعتصام والاحتجاج إلى حين تحقيق مطلبنا والذي يكمن في السماح لنا بالعمل أسوة بالسائقين الأتراك الذين يسمح لهم بحرية الحركة والتنقل ضمن مناطقنا في حين نُمنَع نحن من ذلك، فدخول الشاحنات التركية سيزيد من معاناة السائقين السوريين لأنه سيقلل من فرص العمل المتاحة أمامهم، وبالتالي سيضر بعائلاتهم وسيزيد كذلك من نسبة البطالة المنتشرة في المنطقة".
ووفقاً لما أشار إليه "مستو" فقد حضر قائد الشرطة في مدينة "الباب" إلى مكان اعتصام أصحاب الشاحنات، إذ تقرر تشكيل وفد للقاء المعنيين الأتراك في مقر "قيادة الشرطة والأمن العام" في منطقة "الباب".
وحَمَل السائقون المشاركون في الاعتصام لافتات تُعبر عن رفضهم للقرار التركي، وتطالب أيضاً الشاحنات القادمة من تركيا بتفريغ حمولتها في ساحات المعابر، بدلاً من الدخول فيها وتفريغها في الداخل السوري، بالإضافة إلى أن يشمل العمل السائقين السوريين والأتراك معاً.
بدوره أشار" ابراهيم محمد"، وهو سائق آخر مشارك في الاعتصام، إلى أن هذا القرار سيمنع على الشاحنات السورية نقل البضائع من المعابر الحدودية إلى مناطق تفريغها في الداخل السوري، حيث إن هناك ما يقارب 3000 شاحنة في عموم منطقة "درع الفرات"، ستكون عاطلة عن العمل بموجب هذا القرار، وللعلم فإن كل شاحنة منها تعيل عائلتين على الأقل.
واستطرد قائلاً "من شأن هذا القرار أن يؤثر سلباً على عمل السائقين السوريين، علماً أن أجرتهم أقل بكثير من أجرة السائقين الأتراك، وكذلك الأمر بالنسبة للعمال الذين يعملون في تحميل وتفريغ البضائع وهم بغالبيتهم من أهالي المخيمات المجاورة للمعبر".
وشهدت مدينة "أعزاز" بريف "حلب" الشمالي، قبل يومين، اعتصاماً مماثلاً لسائقي سيارات الشحن، على خلفية منعهم من العمل، والسماح للسائقين الأتراك بحرية العمل والحركة في مناطق الشمال السوري المحرر.
وذكرت وكالة "الأناضول"، أن الشاحنات التركية، بدأت منذ يوم أمس الثلاثاء، بالعبور مباشرة نحو الداخل السوري، وذلك من معبر "أونجو بينار" التركي، المقابل لمعبر "باب السلامة"، بعد توقف دام لثماني سنوات نتيجة الحرب الداخلية التي تعيشها سوريا، فيما بلغ عدد الشاحنات التركية التي عبرت بدءاً من لحظة تفعيل القرار وحتى الآن 50 شاحنة.
ونقلت الوكالة عن أحد العاملين الأتراك في قطاع النقل قوله إنه "بفضل فتح المعبر للعبور المباشر، تمكن السائقون وشركات النقل من اختصار المسافة والوقت، ففي السابق كنا نحتاج لـ 4 ساعات للوصول إلى مدينة أعزاز، بينما الآن نصل إلى المدينة المذكورة خلال 15 دقيقة".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية