السقوط ومرحلة الانهيار ... كريم الدين فاضل فطوم

في مرحلة خلت كنا عبيداً للطرابيش التركية والتي نصبت سلاطينها حملة
الكرابيج في الأستانة أو الباب العالي في استنبول, نكون أكثر دقة وللدقة
أنها سلخت جلودنا نحن العبيد الأخوة في الدين وأخمدت بذالك كل السبل
لليقظة والنهوض وجعلتنا مداحين مبدعين في تعظيم السلطان والانحناء
والطاعة لمجرد سماع الفرمانات الممهورة بخاتم الدولة العثمانية حامية
المسلمين وديارهم وبغالهم , وللمتناسين ليالي الأتراك لابد من وضع الرقم
(400) وما يعنيه من الاعوام والقرون التي جعلت هذه الأمة تنهار وتسقط
خلالها.
المستعمر التركي النبيل أفقدنا الوعي وجعلنا نعيش غيبوبةً نحن راضين
مرضيين لنومنا الملزم تحت عباءة الدين من جهة والفساد الممنهج المتبع
لكل العقول والقوانين المرعية وغير المرعية مشمولة كل التقاليد والأعراف
وسماتنا الأخلاقية حتى أصبحنا نعاجاً نبحث عن مراعي لا يملكها الباب العالي
حامدين المولى قانعين بمرارة فراغ أمعائنا شاكرين غير مشكورين من السادة
الجندرمة ومعالي الولاة والقائم مقامية .
يا سادة : عندما نجد أنفسنا وبعد مايقرب من القرن على مغادرة العثمانيين
الأتراك البررة بلادنا لا نستطيع حتى طلب الاعتذار لما فعلوه بنا ولا القيم التي
داسوها والرقاب التي قطعوها ولا البيوت التي انتهكوها .....وإلى اّخره
فنحن لم نخرج من مرحلة
السقوط وانهيار الأمة ولاسبيل لنهوضنا ومحاولة
اللحاق ببقية الأمم مادامت جحافل الأمم الأخرى تبني حضارتها بأموالنا
وثرواتنا لاتكيل لنا كيلاً شعوباً وحكومات .
ياسادة :ما زلنا نتأرجح بين الشرق والغرب مفتخرين مفاخرين بسيوف
الماضي نبتسم لحليب النوق البيض وتمر الجزيرة وتغريبة بني هلال .
نحن لا نحمل أحد ما نحن فيه ولا نريد اعتذاراً لفلسطين أوالعراق لكن
الغيبوبة وإن طالت تعطي طمعاً ببلادنا أكثر ويستمر السقوط والانهيار.

(113)    هل أعجبتك المقالة (108)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي