في الاصل اليوناني للمصطلح تعني كلمة هولوكوست: الحرق الكامل للقرابين المقدمة لخالق الكون، ومنذ سبعينيات القرن الماضي اصبح يستخدم حصريا للدلالة على محرقة النازي لليهود في الحرب العالمية الثانية، واضحت اي محاولة لاخضاع المسألة للتدقيق والبحث العلمي بمثابة تشكيك في مقدسات يهودية تضع من يقوم به تحت طائلة القانون الجنائي في معظم الدول الغربية. ولا أحد يقر أي عمليات تطهير على اساس العرق او الدين او المذهب، لهذا سنتجاوز عن كثير من الأساطير المرتبطة بالهولوكوست لنطرح سؤالا قاعديا: لماذا اقدمت اوروبا على هذا السلوك الذي يتنافى مع القانون الانساني باستثناء ألبانيا المسلمة التي احتضنت وحمت اليهود من مواطنيها؟.
صفحات التاريخ حافلة بكثير من ملامح الصراع بين الأقليات اليهودية والمجتمع المحلي في مدائن اوروبا لإصرار هذه الأقليات على امتلاك الثروة والنفوذ او السيطرة عل من يحوزهما، وقد يكون هذا هو ما دفع ادولف هتلر الى وصف هذه الحالة بانها (مشكلة اوروبا اليهودية)، والى ان يقول في كتابه كفاحي: لقد كان بوسعي ان اقضي على كل يهود العالم، لكني تركت بعضا منهم لتعرفوا لماذا كنت ابيدهم..ولكي نبدي احتراما لذكرى ضحايا الهولوكوست الموثقة في مجمع (ياد فاشيم) بضواحي القدس، يجب على عالمنا المنافق الاعتراف بالهولوكوست الاسرائيلي ضد العرب منذ بدايات القرن الماضي حتى يومنا هذا ، فكل ثيران اسرائيل الهائجة اضحت اكثر وحشية وخسة ونذالة في تعاملها مع العرب من النازي، والدم العربي اصبح هو الطريق الوحيد امام النازيين الجدد في اسرائيل لتحقيق الفوز في الانتخابات.
والابتزاز الحالي الذي نجحت به اسرائيل في تغطية جرائمها وخداع العالم كله لن يسلبنا حرية التفكير العقلاني ويرغمنا ان نبكي موتاهم دون قتلانا، وميسرة واطفالها في غزة اجل مقاما عندنا من كل الجلاعيد العلوج..لابد من مجمع (ياد فاشيم) عربي يوثق كل جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي ارتكبها النازيون الجدد باسرائيل ضد العرب في كل ارض عربية تعرضت للعدوان، وعلى عالمنا المنافق ان يبدي احتراما لذكرى الضحايا من الجانبين، ولا قيمة للنفاق الاوروبي الذي جعل القارة مثل غانية عجوز فقدت مفاتنها واصبحت مؤهلة ـ فقط ـ لممارسة دور القواد، ولا اعتبار لأي خرافات مثل تلك التي اطلقها احد زعران اليمين الاسرائيلي المتطرف في قوله: تناول الأسماك المملحة والبيض الملون احتفاء بمقدم الربيع، هو ـ في الاساس ـ من طقوس عيد الفصح اليهودي لا يحق للأخيار ممارسته!.
جريدة الوطن العمانية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية