سقط "رياض عاصي" مساء أمس أرضا، وفقد حياته على الفور، بعد ساعات من وقوفه في طابور للحصور على اسطوانة غاز في أحد أحياء مدينة "جبلة".
رياض "أبو عصام" البالغ من العمر 69 عاما خرج من منزل برفقة اسطوانة غاز فارغة لينتظر دوره لاستبدالها بأخرى ممتلئة.
انتظر في طابور الغاز لمدة 4 ساعات متواصلة بعد الظهر، وتعرض لعدد من الإهانات الكلامية، كما وقع أرضا عدة مرات نتيجة تعرضه للدفع من قبل الواقفين في الطابور المزدحم بالمئات في مركز الغاز قرب جامع "الحسين" في حي "العمارة" وسط مدينة "جبلة"، حسب شهود عيان.
وذكر الطبيب الشرعي أن "أبو عصام" تعرض لارتفاع ضغط مفاجئ، أدى لوفاته على الفور ليعود إلى أسرته باردا محملا على نعش، بدلا من اسطوانة الغاز التي كان من المفترض أن تحمل النار الطبخ والتدفئة.
أحد أقارب الضحية حمّل نظام الأسد وأجهزة حكمه المسؤولية عن وفاة "رياض"، معتبرا أنه قد تم قتله بفعل فاعل، مشيرا إلى الإذلال الذي تعرض له المنتظرون بشكل مقصود.
وأكد المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" أن قريبه لم يستطع تحمل ممارسات قوى الأمن التي كانت تجوب المنطقة، وتوجيهها الكلمات النابية للمواطنين، ما تسبب بارتفاع ضغط الضحية ووفاته.
ووصف نشطاء التجمع الكبير في مكان مركز توزيع الغاز بـ"يوم الحشر"، وكتبت "ابتسام سالم" على صفحة أخبار جبلة "لو شفتو مدخل جبلة كنتو عرفتو شو يعني يوم الحشر، الله لا يوفق المسؤولين".
بينما وصف "مجدي جوهرة أبو الجود" المسؤولين بـ"دواعش الداخل" وإنهم سيتسببون بالعودة إلى العصر الحجري.
واتهمت "ريم الهدى" البطاقة الذكية بالتسبب بموت المواطن السوري على البطيء، و"لذلك تمت تسميتها بالبطاقة الذكية".
وذكّر "معن رهجة" بأن هذه الأزمات شبيهة بما كان يفتعله نظام الأسد في عام 1982 والغاية منها "إذلال المواطن الضعيف".
وتشهد محافظة اللاذقية، كمعظم مناطق سوريا الخاضعة لسيطرة الأسد أزمة غاز بالنسبة للفقراء والمحتاجين، بينما يحصل عليه المسؤولون بكل يسر، ويصل إلى منازلهم بغزارة، "حسب رأي أبو حبيب الجبلاوي".
وشهدت اللاذقية أحداثا كثيرة ناجمة عن التدافع بين المواطنين بانتظار وصول الشاحنات المحملة بأسطوانات الغاز الممتلئة، وشهدت أحياء "الدعتور، بسنادا وقنينص" في اللاذقية عددا من المشاجرات نجم عنها سقوط جرحى خلال هذا الشهر.
*لا تقتربوا من بشار
وبرر المحامي "محمد . ع" لـ"زمان الوصل" سبب تجنب الجميع الإشارة إلى رأس النظام باعتباره السبب الرئيسي بكل ما يعانيه السوريون بقوله "إن نقد رأس الهرم خط أحمر، ومن يتجاوزه فمصيره الاختفاء بغير رجعة، والحكومة هي الممسحة التي يجب أن تتحمل الوزر عنه وعن أجهزته الأمنية".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية