أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عندما يمارس نظام الأسد شفافيته

أرشيف

هو درس في الشفافية الكاذبة يحاول فيه مسؤولو نظام الأسد منح بعض العذوبة على طريقتهم في قتل السوريين وتجويعهم من خلال ما يطلق عليه ظرفاء البلد (حركات) بلهاء يريد منها النظام أن ينظر إليه العالم على أنه حاكم حقيقي لبلاد تئن في خرابها.

اليوم انتشرت على مواقع التواصل صورة لوزير النفط في لقاء مع مواطنة تساءلت عبر صفحتها على "فيسبوك" حول مصير حصتها من المازوت التي تبلغ 400 لتر.

"ريما السواح" هو اسم المواطنة التي كتبت: (مواطنة سورية تسأل وزير النفط مين سرق حصتي من المازوت)..وأرفقت هذا التساؤل بتصريح لوزير النفط عن أن حصة المواطن السوري من التوزيع المدعوم هي 400 لتر.

وزير النفط "علي غانم" حاول تبييض صفحة وزارته واتهام من يوزعون المازوت بسوء التوزيع وسرقة حصص المواطن وبنفس الوقت إظهار صورة النظام الذي يهتم لمنشور على "فيسبوك"، فيما مشاهد طوابير الغاز تنتشر دون أن يلتفت إليها أحد.

المواطنة خرجت من لقاء الوزير دون إجابة مقنعة عن مصير حصتها، ومن سرقها، وروت كيف اتصل المكتب الإعلامي بها وطلب الوزير مقابلتها، ونقلت عنه أن:(المشكلة تكمن في آلية توزيع الـ 400 ليتر مازوت وليس خطأ الوزارة التي لا علاقة لها بالتوزيع)..وهذا وفق تلفزيون "الخبر" الموالي.

"السواح" قالت إنها أخبرت الوزير -وهذا طبعاً هو ما يريده النظام بالرغم من كونه لا يعكس سخط واحتقار الناس لنظامهم العاجز-: (الناس بتعرف إنو في مشكلة ومستعدة تستحمل الحصار والتقنين ومشكلة الخدمات، لكن مشكلتها الأساسية أنها غير مستعدة لسماع تصريحات لا تطبق على أرض الواقع).

بدوره طالب الوزير حسب ما نقلت المواطنة التي أخذت دور المتحدث باسمه: (بالمبادرة للشكوى على أي خطأ يحصل، وعدم التجاهل، بل الشكوى بالاسم على من يغش أو يخطئ).

بدورهم المواطنون لم يبخلوا بالسخرية واتهام الوزير بالكذب وافتعال الموقف، وتساءلت إحدى المواطنات عن مصير المتبقي من حصة السيدة صاحبة المنشور: (ما فهمنا ال 300 يلي ما اخدناهن وينن؟؟).

مواطن آخر شكى حال السوريين جميعاً في عدم قدرتهم على تأمين ثمن 100 لتر مازوت بسبب الوضع الاقتصادي المزري: (وليش من السهل تامين حق 100لتر بلاول).

التهكم كان سبيلاً لإخراج ما بداخل السوريين من غيظ وقهر، واستهتار بالدعاية التي يفتعلها النظام وحاشيته: (لاكتب منشور لكن بلكي بيقابلني الوزير).

أما الاتهام المباشر فكان واضحاً في تعليقات أخرى..علق أحدهم: (يعني الوزير بكون صرف مكافأة وقسيمة الف لتر مازوت باستدعاء المواطنة عالوزارة فكرة ممتازة ليسكتوها).

مواطنة أخرى طالبت المواطنة التي التقت الوزير بسؤاله عما يدور في عقول وأرواح أغلب السوريين المقهورين: (وليش ماسالتو ان كانت 400 ليتر بكفو العيلة عالشتوية وليش ماسالتو انو هو واولادوا كيف عم يدفا).

الشفافية الزائفة التي حاول ترويجها وزير نفط النظام ليست سوى جزء مما تخطط له منظومة النظام الإعلامية لتقدم صورة مختلفة عن الواقع، حيث يرزخ السوريون في أغلبهم تحت خط الفقر، ومن دون أدنى متطلبات الحياة والخدمات.

ناصر علي - زمان الوصل
(114)    هل أعجبتك المقالة (117)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي