تواصل إيران مساعيها الرامية إلى تعزيز تواجدها العسكري في أنحاء متفرقة من سوريا، حيث تسعى حالياً إلى استغلال مطار "الناصرية" الجوي الواقع على مسافة 10 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة "جيرود" في منطقة القلمون الشرقي، لأغراض عسكرية سرية تخص صناعة الصواريخ.
مصدر عسكري خاص تحفظ عن ذكر اسمه، أكد لـ"زمان الوصل" أن النظام منح صلاحيات واسعة لإيران لتمكين خبرائها من الإشراف على تجهيز مخازن صواريخ جديدة في المنطقة الممتدة ما بين مدينتي "القطيفة" و"الناصرية" تمهيداً لتخزين وإنتاج وتطوير وصيانة الصواريخ فيها، لكن دون أن يتخلى عن إدارة المطار وما تزال عناصر "الفرقة الثالثة" تتواجد إلى الآن وبصورة طبيعية في داخل ومحيط منطقة المطار.
وأردف قائلاً "قام (الحرس الثوري الإيراني) في الأسابيع القليلة الماضية بنقل شحنات صواريخ ومعدّات خاصة بإنتاجها، بشكلٍ سري من مواقع ونقاط (إيرانية) مختلفة تقع في محيط مطار "دمشق" الدولي، إلى قاعدة (الناصرية) الحربية، وذلك عبر شحنها جواً عن طريق مطار (المزة) العسكري".
ولفت المصدر ذاته إلى أن إيران تعمل على استغلال القاعدة الجوية في "الناصرية" لتكون بديلاً عن قواعدها الرئيسية التي أُجبرت على التخلي عنها في محيط مطار دمشق الدولي، نتيجة الخسائر الكبيرة التي تلقتها بفعل الضربات الجوية الإسرائيلية المتتالية لتلك القواعد.
وتشهد منطقة "الناصرية" ومنذ عدّة أسابيع، تحركات غير اعتيادية تجري من قبل قوات النظام، وهنا أشار "نورس غزال" وهو اسمٌ مستعار لأحد أبناء المنطقة، لـ"زمان الوصل" إلى تزايدٍ في حركة هبوط وإقلاع الحوامات من مطار "الناصرية" خلال فترات الليل، وذلك بالتزامن مع قيام قوات النظام بتشييد أبنية وحفر خنادق ومستودعات جديدة للأسلحة في المنطقة.
وكانت وكالة "آكي" الإيطالية، أشارت في تقرير لها الخميس الفائت، إلى قيام النظام بتسليم قاعدة "الناصرية" الجوية في منطقة "القلمون" الشرقي بريف "دمشق،" بكامل سلاحها لإيران.
تنبع أهمية مطار "الناصرية" بسبب محاذاته للأوتوستراد الدولي "دمشق-بغداد"، وعلى الرغم من كونه قاعدة صغيرة نسبياً، إلا أنه سيشكل إلى جانب مطار "السين" الواقع في المنطقة نفسها، نقطة تمركز قوية لإيران التي تعمل في الوقت الراهن على إعادة تموضعها وتعزيز قدراتها العسكرية في عموم محافظة ريف دمشق.
يضم مطار "الناصرية" الذي يبعد عن "دمشق" العاصمة 60 كيلو متراً، مدرجاً واحداً، وقاعدة صاروخية ومستودعات تحوي 21 حظيرة إسمنتية، بالإضافة إلى أربع حظائر أخرى ومخازن للأسلحة تحت الأرض، كما تقع قربه كتيبتا إطلاق خاصة بصواريخ "سكود"،إحداها (الكتيبة 578) الشهيرة التي نـَفذت أول عملية إطلاق صواريخ "سكود" ضد المناطق المحررة من نظام الأسد.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية