"أرضية زاحفة تعلو العارضة بقليل"
"آخر دقيقة من بداية الشوط الثاني"
"ملعب حمص ممتلئ ... وجمهور الكرامة يشجع الكرامة وجمهور الاتحاد يشجع الاتحاد"
"تسديدة قوية على المرمى وتخرج رمية تماس"
" يعلن الحكم عن بداية اللقاء ... الكرة مع الوحدة.... نحن في الدقيقة الأولى و المباراة هادئة حتى الآن"
"اليوم في القامشلي تعادل الكرامة مع الجهاد 2/0 و حضر المباراة 400 ألف متفرج"
نعم .. للأسف إنها عبارات حقيقية تلفظ بها معلقون رياضيون سوريون، وزملاء لنجوم التعليق الرياضي العربي أمثال "أيمن جادة" و المرحوم "عدنان بوظو" و "ياسر علي ديب منذ مغادرة ياسر علي ديب إلى قناة الأوربت، وتألقه في التعليق على كأس العالم 1998 ، و تولي "أيمن جادة" رئاسة القسم الرياضي في قناة الجزيرة الإخبارية ومن ثم مديراً لقناة الجزيرة الرياضية، وبعد تركه إدارة القناة استمر متألقاً في التعليق على الدوريات الأوروبية والمباريات الدولية لم تنجب سورية معلقين رياضيين أثبتوا وجودهم على الساحة العربية .
أسباب ضعف التعليق الرياضي السوري:
يُرجع المذيع والمنتج في القسم الرياضي في قناة الجزيرة الرياضية (منقذ العلي) سبب ضعف التعليق الرياضي السوري إلى عدة أسباب منها عدم الاحتكاك والاستفادة من تجارب الآخرين، وعدم وجود مرجعية في التعليق، حيث يفتقد التعليق الرياضي السوري المرجعية منذ رحيل الأستاذ عدنان بوظو ، وأصبح ذو المنصب الأعلى يعتبر نفسه المرجعية ولكنه للأسف يُعد فاشلاً.
ويضيف ( العلي ) "يعاني التعليق الرياضي من تدخل الواسطة، عندما يدخل معلق شاب طموح لا يتم إرساله لدورات ولاتنمية مواهبه ولكن يبدأ بالصعود إلى أعلى عن طريق الواسطة" . من جهته، المُعلق الرياضي في التلفزيون السوري "موسى عبد النور" أشار إلى أن التعليق الرياضي في سورية متفاوت من معلق إلى آخر، وقال "عبد النور" :هناك معلق جيد وآخر لم يأخذ فرصته بشكل صحيح، وأضاف "بأنه في سورية قلة في المعلقين الرياضيين الجيدين اللذين يعملون في المجال نفسه، مع العلم بأن سورية خزان مواهب في جميع المجالات وأكبر دليل على وجود موهبة التعليق الرياضي هو فوز سوري في برنامج "مشروع معلق".
وأكد عبد النور أن المعلق يجب أن يقوم بعدة خطوات قبل أن يعلق على الهواء مباشرة، ومن الضروري معرفة "آلية تقديم المعلق للجمهور"، فهناك قواعد ضرورية لصقل موهبة التعليق، ففي النهاية التعليق موهبة في الدرجة الأولى.
والمعلق الرياضي "إياد ناصر" علق على موضوع ضعف التعليق الرياضي في سورية بأنه يحترم هذا الرأي، لكنه بحاجة إلى تحليل منطقي وينصف كل العاملين في هذا المجال، فالمشكلة ليست في المعلق الرياضي بل لها علاقة بظروف المهنة التي يعمل فيها ، وكل المعلقين السوريين بالكامل والذين عملوا في التلفزيون السوري تعرضوا لانتقادات، لكن حين أتيحت لهم الفرصة للعمل في الخارج، الكل نجح.
وعزا الزميل إياد سبب ذلك إلى ظروف العمل، فنحن لا نعمل في محطة رياضية متخصصة وبالتالي لا يستطيع المعلق إظهار إمكاناته بشكل صحيح، فالمعلق في سورية لا يستطيع التعليق على مباريات متنوعة كما في بقية المحطات المتخصصة، فالتعليق هنا مقتصر على الدوري المحلي ومشاركات الفرق المحلية في الخارج.
وأضاف بأنه رغم تلك السوداوية من الجمهور حول التعليق الرياضي، إلا أنه يوجد لدينا "معلق جيد"، فلا نستطيع أن نقول إن التعليق السوري جيد أو سيئ، نقول إن هناك معلقين جيدين وهذا استثناء، بالإضافة إلى موضوع مهم أنه لا يوجد اختصاص في التعليق الرياضي في سورية. وقال الزميل إياد، إن الدوري السوري لا يستطيع أن يظهر إمكانات المعلق بشكل كامل، ناهيك عن عدم وجود قناة رياضية متخصصة، لأنها لو وجدت لكان هناك كلام آخر.
ضعف الحضورعلى الساحة العربية
يقول (العلي ) " لا يستطيع أي معلق رياضي سوري أن يقارن نفسه بأي معلق عربي، حيث لا يوجد لديهم فنيات ولا معلومات، فإن ملك المعلومات، يضعها في الوقت غير المناسب وبذلك يُضيع نكهة المباراة. ويُضيف (العلي )أنه من المفترض امتلاك المُعلق سرعة الملاحظة والانتباه لكل شيء في الملعب، فمن غير المعقول أن يطرد لاعب ولكننا نسمع المعلق يتحدث عن استبداله.
أسباب الهجرة
يرى (العلي) أن هجرة المعلقين الرياضيين إلى الخارج تعود إلى عدم أخذ الفرصة التي يستحقها المعلق (وأنا واحد منهم ) وكذلك ظروف العمل ليست سوية لا تشجع على الاستمرارية والبقاء، على الرغم من الرغبة في أن يكون أي جهد أو إنجاز باسم وطنه، بالإضافة إلى ذلك الفرصة التي تأتي لتطوير الإمكانات، ووجود فوارق في العقلية لأنه للأسف المعلقون الرياضيون السوريون يظنون أنفسهم أنهم الأفضل.
ويجد المُعلق "موسى عبد النور" أن سبب هجرة بعض المعلقين السوريين وتألقهم خارجياً، له علاقة بالفرصة وجو العمل، فظروف وآليات العمل في الخارج مختلفة كما هو الحال في سورية، بالإضافة إلى أن المعلق في معظم القنوات الرياضية تتاح له الفرصة لكي يعلق على مباريات عالمية وتلك حالة مختلفة عن الدوري المحلي وحساسيته عندنا مثلاً.
يرى عبد النور في نهاية الأمر، أنه يمكن للمعلق السوري أن يقدم الأفضل من وجود الاهتمام بالرياضة وبرامج الرياضة في التلفزيون.
شللية
البعض من الجمهور الرياضي مثل معتز الحسن، يضع اللوم على تراجع مستوى التعليق الرياضي، ويعزو السبب إلى "الشللية" الموجودة بين معلقينا الرياضيين والذين لم يسمحوا لجيل الشباب الموهوب بالظهور على حسابهم، لأنهم يخافون من أخذ مكانهم، ويضيف معتز، أن الذي يزيد من سلبية الموضوع هو اعتماد القنوات التلفزيونية الخاصة وحتى العربية على نفس المعلقين الرياضيين السوريين الذين أكل الزمن عليهم وشرب، وذلك من دون سبب مبرر.
الدليل الواضح على ضعف التعليق الرياضي في سورية هو رأي الجمهور الرياضي بذلك، فيتحدث زهير عودة عن امتعاضه الكبير من التعليق الرياضي على مباريات الدوري السوري وحتى أخبار الرياضة، ومما يزيد الطين بلة -على حد تعبيره- هو التعليق الفاشل على مباريات دوري أبطال أوروبا عندما كان ينقلها التلفزيون.
مقارنة
والبعض الآخر أخذ يقارن بين المعلقين الرياضيين السوريين الحاليين، والجيل السابق للمعلقين والذين حلقوا عربياً بعيداً عن بلدهم، محمد حبيب، يتذكر المعلقين الرياضيين السابقين في سورية مثل ياسر علي ديب وبرنامجه المعروف "الأحد الرياضي" ومصطفى الآغا وبرنامجه "مايطليه الرياضيون" وتعليق المرحوم عدنان بوظو على مباريات الدوري والبرامج الخاصة بكأس العالم والبطولات الأوروبية والعالمية، ويضيف محمد بأنه الآن انخفض مستوى التعليق الرياضي إلى حد كبير، وذلك واضح لمعظم الجمهور الرياضي السوري.
«لسّا الدنيا بخير»
على الجانب الآخر يجد عروة أن التعليق السوري الحالي يعتمد على الهدوء دون المغالاة التي يتميز بها معلقو منطقتي الخليج العربي والمغرب العربي، وفي البطولات التي يشارك فيها منتخبنا أو أي نادي محلي نجد الحيوية في التعليق، ويُذكّر بمباراة الكرامة وتشمبوك الكوري في نهائي أبطال آسيا عندما بكى المعلق "إياد ناصر" ويعتبر عروة أن "ناصر " هو من أقوى المعلقين في سورية ويبرر ذلك أنه لو لم يكن من أفضل المعلقين ما كان علق لمصلحة أقوى شبكة رياضية عربية وهي ART.
رحل التعليق عندما رحل الكبير
عبد الحسيب زيني (29 عام) يقول إن التعليق الرياضي رحل مع رحيل المدرسة الكبيرة عدنان بوظو، بعدها سافر ياسر علي ديب، فالساحة خالية حالياً من معلقين نوعيين يضاهون مستوى المعلقين المصريين أو المغاربة أو الخليجيين. الجمهور مرتبط بالتعليق
ويقارن المُعلق "ناصر" بين التعليق الرياضي في سورية، والتعليق الرياضي في القنوات الرياضية المتخصصة، ويقول " لا يوجد مجال للمقارنة، فالظروف مختلفة كلياً ولا يستطيع أحد مقارنة معلق يعمل في تلفزيون رسمي، بمعلق آخر يعمل في تلفزيون رياضي متخصص". وتحدث ( ناصر) عن تميزه جماهيرياً كمعلق في مباريات الكرامة وعن تميزه في "مشاركته في دوري أبطال آسيا"، ويعزو ذلك إلى سببين، الأول هو الأداء والنتائج الجيدة التي حققها الكرامة مما يرفع من سوية التعليق، والسبب الثاني هو التعاطف المبرر لي كمعلق مع الكرامة لأنه فريق سوري يشارك خارجياً ويحقق نتائج لافتة، فتعاطفي مع الفريق كان مبرراً لذلك كسبت جماهيرية من الجمهور السوري.
العقلية السورية
يبدو أن المعلقين الرياضيين يتبعون لنفس المدرسة، أو لنفس "العقلية السورية" كما سماها الزميل لقمان ديركي، فيقول لقمان بأن المذيع الراحل عدنان بوظو جزء من تلك العقلية السورية "الذكية" التي تؤمن بأنه حتى لو كانت توجد لدينا مواهب فنحن أقل موهبةً من جيل كامل من المعلقين المسيطرين، وما فعله عدنان بوظو أكبر دليل على تلك العقلية، وذلك عندما لم يستسغ وجود أيمن جادة بجانبه، والمثال الأكبر على استمرار تلك العقلية هو أيمن جادة نفسه الذي تولى إدارة قناة الجزيرة الرياضية واستعان بنفس المذيعين غير الموهوبين.
أهمية التعليق يشكل التعليق الرياضي صلة الوصل بين المشاهد وكل ما يحيط بالمباراة من أحداث، فهو الذي يصف للمشاهد أو المستمع كل ما يدور في الملعب من أحداث، ومن المفترض أن يكون المُعلق الرياضي يملك الصوت الحسن والأداء التفاعلي مع أحداث المباراة ولكن بشكل حيادي وخاصة في التعليق على البطولات المحلية، ولكن في مشاركة الفريق الوطني في بطولة خارجية، يستوجب ذلك الوقوف بجانبه دون الانحياز الفاضح للفريق.
ومن مهام المُعلق، تقديم أكبر كم من المعلومات حول الفريقين المتباريين في الأوقات التي تهدأ فيها المباراة بما لا يزيد على الحد المطلوب. فمن غير المعقول أن يكون هناك أحداث كبيرة في المباراة ويستمر المعلق في الابتعاد عن الأحداث وسرد بيانات أو إحصاءات
التعليق الرياضي في سورية.. حتى بالحكي أخفقنا!!

بلدنا
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية