في لهجة غريبة المضمون، عبرت وزارة كهرباء النظام عن "خالص شكرها للأخوة المواطنين لتحملهم ظروف التقنين الكهربائي"، معلنة أنها "تقدر معاناتهم بسبب زيادة ساعات التقنين في الأسابيع الأخيرة"، وفق البيان الذي نشرته على موقعها اليوم الخميس.
وحاولت الوزارة تبرير ساعات القطع الطويلة مرجعة إياها إلى "عوامل عديدة أهمها زيادة حدة الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب الجائرة المفروضة على الشعب السوري... مما أدى إلى توقف واردات مادة الفيول المخصص لتوليد الكهرباء، بالإضافة إلى انخفاض درجات الحرارة بما يعادل من 5 إلى 7 درجات عن معدلاتها مقارنة بالأعوام الخمسة السابقة، ولجوء معظم المواطنين لاستخدام الكهرباء في مناح عدة من الحياة مما أدى لزيادة الاستهلاك بنسبة أكثر من 90 %".
وناشدت كهرباء النظام "المواطنين" من أجل "تقدير الظروف العامة التي تمر بها البلاد"، منوهة بأن "الجهات المعنية في الحكومة تعمل على اتخاذ إجراءات وخطوات استثنائية لمجابهة مشكلة التوريدات النفطية".
وتعاني سوريا منذ حكم آل الأسد أزمات كهربائية تشتد أحيانا بشكل لا يوصف، حتى يكاد الناس معها أن ينسوا ما هي الكهرباء واستخداماتها، بينما تتعامل السلطة مع ذلك باستعلاء تام و"تطنيش" على معاناة الناس، إلى درجة الاستنكاف عن إصدار بيان "تطييب خواطر"، ومن هنا بدا بيان اليوم فريدا من نوعه.
ويأتي خطوة كهرباء النظام في ظل موجة استياء واسعة من ندرة مادة الغاز وغلاء وشح مادة المازوت، زاد من حدتها طول ساعات قطع الكهرباء التي يسميها النظام "تقنينا"، إلى درجة دفعت حتى أشد مواليه الطائفيين للحنق، وهذا على ما يبدو ما أدى بالنظام ووزارة كهربائه للشعور بالحرج، وتقديم الاعتذار عبر بيان رسمي، عسى أن ينجح ذلك في امتصاص فورة الغضب، وتوفير المزيد من "المسكنات" الكلامية للطبقات المسحوقة، بينما يتابع أهل السلطة والمال الإجهاز على آخر "بصيص أمل"، يمكن ان يلوح للموالين الذين دفعوا فاتورة بقاء الأسد من دمائهم وأرواحهم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية