زار شيخ قبيلة "شمر" بالحسكة "حميدي الدهام الجربا" قاعدة "حميميم" الروسية في الساحل السوري، ما أثار الكثير من التساؤلات حول مستقبل علاقته مع حليفه حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذي رفض شروط النظام خلال مفاوضات جرت عقب إعلان الولايات المتحدة عن عزمها سحب قواتها من سوريا.
وقال "الجربا" في شريط فيديو إن الزيارة جاءت ضمن جهود يبذلها مع الروس لإنقاذ سوريا مما هي فيه (....) وباستمرار التناقضات الموجودة ستنهار البلد ولن تكون هناك قدرة لبنائها، داعيا أبناء القبائل إلى الوقوف مع "الوطن"، قبل أن يشكر القيادة الروسية وعلى رأسها الرئيس "فلاديمير بوتين".
ولم يسبق للجربا صاحب مقولة "من يحكم دمشق يحكم الحسكة" أن هاجم النظام إعلاميا أو عسكريا نهائيا.
ونفى مصدر مقرب من "حميدي" وجود أي خلافات مع حزب "الاتحاد الديمقراطي" دفعت "الجربا" إلى التفاوض بشكل منفصل مع النظام والروس.
وفي السياق، قال الناشط "عبد الملك العلي" من مركز الحسكة الإعلامي لـ"زمان الوصل" إن "حميدي الجربا" زار الأسبوع الماضي العاصمة دمشق قبل أن يظهر اليوم ليشكر الرئيس "بوتين" ويدعو أبناء العشائر للوقوف إلى جانب بلدهم، ما أثار لغطا حول علاقة "الجربا" وميليشيا "الصناديد" من طرف في حزب الاتحاد الديمقراطي وإدارته الذاتية من طرف آخر.
وأضاف الناشط أن شخصا يدعى "حسن أبو العلاء" قدم نفسه كمنظر سياسي لحزب "المحافظين" الذي يرأسه نجل "حميدي الجربا" (مانع) تحدث في رسائل إلكترونية إلى مركزهم عن تناقضات بين "الصناديد" وواجهتها السياسية وبين "وحدات حماية الشعب" وحزب "الاتحاد الديمقراطي"، الذي يتحالف معه "حميدي الجربا" في مشروعي "قوات سوريا الديمقراطية" وقبله مشروع "الإدارة الذاتية"، التي يشغل فيها "الجربا الكبير" منصب حاكم مقاطعة الجزيرة (إقليم الجزيرة لاحقا).
وتابع "العلي" قائلا إن هذا الحزب – حسب أبو العلاء- يعمل في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، ولذلك اضطر للترخيص لديها كونها سلطة أمر واقع، ولكن الأكراد لم يتركوا الحزب في حاله لأنه متناقض معهم والدليل أن قوات "آسايش" في الرقة اقتحمت مكتب الحزب هناك وأغلقته وأنزلت اللافتات وقد نشر الخبر في وقته.
ويرى منظره أنهم "استطاعوا أن يكونوا صوتا للعرب في مواجهة الفصيل الكردي، وكل ما يتم تداوله عن تبعية للأكراد غير صحيحة"، فهو بعيد عن "الابوجية" أي "PYD" و"PKK" كل البعد وانتسب إليه 20 ألفا من أبناء العشائر العربية للاحتماء من الآبوجية الذين فرضوا حزبهم على المجتمع المحلي وسوقوه إجباريا كما احتكروا المال والأعمال لمنتسبيهم بالدرجة الأولى.
فحزب المحافظين وذراعه العسكرية –إن صح التعبير- ميليشيا "الصناديد" هما غطاء يستخدمهما المؤسسون لاتقاء شر "PYD"، كما أنهم لا يشاركون في المسيرات والنشاطات التي ينظمها الحزب الكردي وأنصاره ما يجعل احتمال انحيازهم للنظام كبيرا عقب الانسحاب الأمريكي المرتقب، لذا جاء حزب "المستقبل" كنسخة عربية عن "الاتحاد الديمقراطي" لاحتلال المساحة التي يتحرك ضمنها "حزب المحافظين" وعائلة "الجربا" ضمن المناطق العربية.
وفي الشهر الماضي، زار الجربا العاصمة العراقية بغداد بهدف إنشاء "حشد عشائري" مشترك لمسك الحدود بين سوريا والعراق.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية