أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

خطاب النفاق.. بين الأسد وجوقة التصفيق

بشار الأسد

لم يلق خطاب لزعيم العصابة الحاكمة في دمشق بشار الأسد مثل هذا التفاعل كما شهده خطابه بالأمس، حيث تفاعل المؤيدون لأول مرة مع ما يمكن أن يسمى تلاقياً مع المعارضين في السخرية من جوقة التصفيق والهتاف التي قاطعته بالأغاني تارة وبالشعر تارة أخرى.

اللافت للانتباه أن قلة هي من تناولت ما جاء في الخطاب من شتائم وتخوين للمعارضة من قبل الأسد، وتوصيف للرئيس التركي على أنه عميل صغير للأمريكيين، وعن الحروب الأربع التي تتعرض لها سوريا (ألأسد)...اللافت أن الأغلبية انتبهت في كل هذا الزحام الأسدي للشتائم على الجوقة التي كانت تقاطعه وتعزف لحن النفاق وبين القدرة على التحمل التي أبداه الأسد بالتعامل مع من يعرف تماماً أنهم هم الخونة والفاسدون ومن يمكن أن يبيعوه لمن يقف مكانه في أي وقت فهم اعتادوا التصفيق والنفاق لمن في هذا الموقف والموقع.

حتى موقع "روسيا اليوم" نشر مقالاً عمّا حدث في خطاب الأسد تحت عنوان (الشارع السوري.. لا تجوز مقاطعة الأسد) تناول ما حصل من مقاطعة ونفاق وردود فعل شخصيات مؤيدة على هذه المبالغة في النفاق، ومنها ما قاله "بشار اسماعيل" على صفحته على "فيسبوك": (من آداب الحديث ألا تقاطع المتحدث كائنا من يكون، فكيف إذا كان المتحدث رئيس الجمهورية..بصراحة السادة المنافقون الذين يقاطعون السيد الرئيس أجبروني على إغلاق التلفزيون وسأكتفي بقراءة الكلمة قراءة).

يتابع المقال الذي وقعه الصحفي "أسامة يونس" ما طالب به البعض بإنزال عقوبة (الفلقة) بحق المصفقين، وكذلك ردود لفعل الغاضبة على مقاطعة الأسد لأكثر من 30 مرة.

أما الصحفي "صدام حسين" فكتب ساخراً: (هدول رؤساء مجالس محلية أو مشتركين ببرنامج أمير الشعراء؟)...وفي منشور تلاه طالب بمحاكمة من أسماهم بالشعراء بسبب رداءة قصائدهم: (أنا مع محاكمة الشعراء بسبب رداءة القصائد الملقاة..إضافة إلى عدم التحلي بآداب الاستماع والتشويش على كلمة رئيس الدولة ومقاطعته..ومع استجوابهم فرداً فرداً لمعرفة مدى فهمهم لما جاء في الخطاب).

بعض الإعلاميين والناشطين السوريين علقوا على المفارقة العجيبة التي جاءت في خطاب الأسد عن حبه لإدلب وأهلها بينما قواته تقصف الريف الإدلبي (خان شيخون ومعرة النعمان) بالصواريخ الحارقة التي أسقطت عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى مع حملة تهديد روسية على مستوى سياسي رفيع.

يبدو أن ما أعاظ المؤيدين هي حالة الإقياء الفظيعة التي مورست خلال خطاب الأسد، وكشفت حالة الترهل والفضيحة الأخلاقية التي يعانيها النظام في الوقت الذي يشتمهم الأسد علانية بتعليقاته على الحرب الإعلامية عبر الإنترنت والتي يقصد بها ما تناوله أغلبهم عن معاناة الناس، وصور وفيديوهات طوابير الذل المنتشرة في مناطق سيطرة قواته.

ناصر علي - زمان الوصل
(96)    هل أعجبتك المقالة (132)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي