أطلقت "شبكة المخيمات الفلسطينية" حملة بعنوان "شهيد تحت التعذيب" للتذكير بالشهداء الذين قضوا تعذيباً في معتقلات النظام السوري، فهناك آلاف اللاجئين الفلسطينيين في أقبية الاسد يخفيهم قسرياً ولا يعترف بأنهم معتقلون أو شهداء. وبحسب "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين في سجون النظام منذ بدء الحرب وحتى اليوم (1729) معتقلاً فلسطينياً منهم (108) معتقلات، و(570) ضحية منهم قضوا تحت التعذيب في المعتقلات السورية.
وأشار الصحفي "أشرف السهلي" أحد المشرفين على الحملة لـ"زمان الوصل" إلى أن الهدف من الحملة التذكير بأن المأساة لم تنته وأن هناك قصصا مؤلمة لمئات الشهداء الفلسطينيين، وهم ليسوا أرقاماً وليسوا للنسيان، ولا يمكن طي صفحة سوداء من الذاكرة الفلسطينية.
وأردف أن الغرض من الحملة أيضاً التشجيع على مزيد من التوثيق للمأساة الفلسطينية وخاصة المتعلقة بشهداء المعتقلات، لأن توثيق الشهداء الفلسطينيين ليس كاملاً، ولذلك جاءت الحملة لمواصلة الجهود في هذا الاتجاه والتذكير بمآسينا، وأردف "السهلي" أن "كل شيء يمكن نسيانه والقفز عنه في الكارثة السورية والفلسطينية إلا عذابات إخواننا بالسجون".
وتابع محدثنا أن موضوع توثيق الشهداء يحتاج لدعم دول وليس لمجرد نشطاء والكل -كما يقول- يتهرب من هذا الملف الأخلاقي، لافتا إلى توقف مركز توثيق المعتقلين والشهداء الفلسطينيين في سوريا الذي قرر أصحابه غير معذورين التوقف عن العمل، ولم يتركوا -كما يقول- ذرة معلومة أو صفحة "فيسبوك" أو موقعاً لهم ليبني غيرهم عليه أو يكملوا المهمة والواجب.
وأستدرك محدثنا أن "المطلوب اليوم فعل حقيقي يقرّب كل المأساة إلى محاكاة شبه حقيقية للأرقام والإحصاءات والشهادات، وليس البكاء على ما فات".
ونوّه "السهلي" إلى أن معظم الناشطين والمهتمين بملف المعتقلين الفلسطينين بدؤوا ينسحبون من واجبهم، ولاسيما بعد انشغالهم بهمومهم كأشخاص وعائلات ومعظمهم لاجئون ومهجرون، ومع ذلك-حسب قوله- لا يمكن التخلي عن العمل والتمسك بقضيتنا.
وتابع أن "المأساة والمعاناة لم تنته وهي تمتد إلى دول لجوئنا ومناطق التهجير في سوريا وخارجها وبات الحديث عن تلك المعاناة المركبة مهماً جداً كما هو الحديث عن الكارثة الأساسية المرتبطة بالضحايا والشهداء والمعتقلين والحصار والدمار".
وحول آلية عمل الحملة ونشاطاتها أوضح "السهلي" أن الحملة تقتصر حالياً على النشر الشخصي لمن لديهم معتقلين، وسيقوم فريق الحملة بنبش الذاكرة والبحث عن مئات الصور والأسماء التي بحوزتهم وعرضها على صفحة الحملة للتذكير بشهداء التعذيب وهناك –كما يقول- قصص وشهادات سيتم نشرهاعن طريق النص والأنفوغرافيك والفيديو.
و"شبكة المخيمات الفلسطينية"– المعروفة اختصاراً باسم "شامخ" تأسست داخل مخيم "اليرموك" في دمشق منذ سنوات وامتدت لتشمل كل المخيمات والجماعات الفلسطينية وتهدف إلى خلق بيئة إخبارية مجتمعية غير مرهونة بما يمنع خبراً مهماً يتعلق بالإنسان الفلسطيني من الانتشار-كما جاء في التعريف بها.
فارس الرفاعي -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية