من الركبان إلى مناطق النظام..روسيا تعلن فتح ممرين لخروج المدنيين

من مخيم الركبان - زمان الوصل

أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن فتح ممرات إنسانية مخصصة لخروج المدنيين من مخيم "الركبان" على الحدود "السورية- الأردنية"، وذلك اعتباراً من التاسع عشر من شهر شباط /فبراير الجاري، فيما لم تعلن هيئة "الأمم المتحدة" عن افتتاح أي ممرات إنسانية في مخيم "الركبان"، حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

وجاء في البيان الذي نشرته وزارة الدفاع الروسية السبت، أن "فتح الممرين رسمياً سيكون الثلاثاء المقبل، من الساعة التاسعة صباحاً، وذلك من منطقتي (جليغم، جبل الغراب)، على أن ينقل السكان الراغبون في الخروج إلى المكان الذي يختارونه"، حسب زعمها.

ووفقاً لما أشار إليه البيان فإن الاتفاق على فتح الممرين جرى بالتنسيق مع النظام السوري، لا مع "الولايات المتحدة الأمريكية" التي تتواجد في قاعدة "التنف" القريبة من مخيم "الركبان".

ونقلت وسائل إعلامية روسية عن "إيغور كوناشينكوف" المتحدث الرسمي باسم وزارة "الدفاع الروسية"، قوله إن "مناطق الإيواء المؤقتة ستقام بإشراف مركز "المصالحة الروسي" وهي مزودة بمسكن دافئ وأكل ومستلزمات أولية وطاقم طبي، كما سيتم تقديم وسائل نقل بري لكافة اللاجئين من أجل عودتهم الآمنة إلى المناطق التابعة لسيطرة الحكومة السورية".

ودعا "كوناشينكوف" كلاً من الجانب "الأمريكي"، إضافةً إلى من وصفهم بـ"المسلحين" المدعومين من قبل "واشنطن" في قاعدة "التنف" إلى "الكف عن الاحتجاز القسري في المخيم على الأقل النساء والأطفال، وهم الأكثر تضرراً من البرد والأمراض، وسوء التغذية، حيث سيتم منحهم كل المساعدات اللازمة"، على حد تعبيره.

في موازاة ذلك أشار ناشطون محليون من داخل مخيم "الركبان" إلى أن "روسيا" أوعزت لحواجز النظام العسكرية التي أقامها على الطرق المؤدية إلى المخيم، بتشديد الحصار على المخيم، ومنع إدخال أي مواد وسلع غذائية إليه، وذلك في إطار مساعيها الرامية للضغط على الأهالي ودفعهم في نهاية المطاف إلى القبول بعرضها والخروج قسراً من داخل المخيم نحو المناطق التي يسيطر عليها النظام.

وأوضح "محمود الحمصي" أحد قاطني مخيم "الركبان"، أن قوات النظام أغلقت الطريق باتجاه مخيم "الركبان" فور خروج قافلة المساعدات الإنسانية الأخيرة التي وصلت المخيم، في وقت يعاني فيه الأهالي من انقطاع شبه تام في المواد الأساسية كالخضار والمحروقات بمختلف أنواعها على وجه الخصوص.

وأضاف "الحمصي" لـ"زمان الوصل" قائلاً "يخضع مخيم (الركبان) لحصار خانق، منذ حزيران/ يونيو الماضي، جراء قيام قوات النظام بإغلاق أهم المنافذ التي تصل المخيم بالعالم الخارجي وهي: المنفذ الواصل إلى الأردن، والمنفذ المؤدي إلى منطقة (الضمير)، الأمر الذي فاقم كثيراً من معاناة الأهالي الذين يعيشون ظروفًا سيئة بسبب الحصار المفروض على المنطقة".

وفيما يخص الخطوة الروسية المتضمنة فتح معبرين لإخراج اللاجئين، أكدّ "الحمصي" أنها مرفوضة لدى غالبية قاطني مخيم "الركبان" لكونها تسمح بخروجهم إلى مناطق النظام فحسب، في حين يصر الأهالي على الخروج إلى الشمال السوري المحرر عن طريق الصحراء، وبحماية التحالف الدولي.

وكانت الإدارة المدنية لمخيم "الركبان" طالبت مراراً بضرورة إيجاد حلول للمعاناة الإنسانية التي يعاني منها قاطنو المخيم، عبر فتح طرقات دولية للاجئين وتأمين وصولهم إلى مناطق آمنة، خوفاً من تعرضهم للاعتقال أو إجبارهم على العودة إلى مناطق سيطرة النظام.

يقع مخيم "الركبان" في أقصى جنوب شرق سوريا، ويمتد على طول 7 (كم) في المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح مع الأردن، ويضم ما يزيد عن 55 ألف لاجئ، معظمهم فروا من ريف حمص الشرقي والبادية السورية التي سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" عام 2014.

زمان الوصل
(92)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي