أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هكذا يسبب ضباط النظام فيضانات تهدد بغمر قرى وتلويث مياه الشرب في اللاذقية

ريف اللاذقية - أرشيف

لم تعد المياه في منازل سكان اللاذقية وريفها صالحة للشرب منذ أيام بسبب نسبة العكر المتصاعد فيها، الأمر الذي أثار غضبهم، وعرضوا المشكلة على وسائل الإعلام، وتكفّل وزير الموارد المائية بتكذيب المواطنين واتهامهم بالمبالغة في توصيف المياه، رغم أن العشرات نشروا على صفحاتهم الشخصية على "فيسبوك" ووسائل إعلام موالية صورا للمياه العكرة التي تصل بيوتهم.

سبب ارتفاع نسبة العكر تتحمله مديرية المياه ومديرية الموارد المائية التي تشرف على تشغيل السدود، فالأولى ترددت بوقف الضخ من الآبار العكرة، والثانية لم تُدِر حركة المياه في السدود بطريقة صحيحة، فسمحت بامتلائها قبل الوقت المحدد، مما أدى لفيضانها وغمرها للآبار الجوفية في قرية "الجنديرية" التي تغذي بعض أحياء وقرى اللاذقية.

القصة تبدأ كما يقول المهندس "سامر مصطفى" من إرغام الضباط الكبار في جبلة والقرداحة مديرية الموارد المائية على ملء بحيرة سد 16 تشرين على النهر "الكبير الشمالي" مبكرا خشية توقف المطر وعدم امتلائها لاحقا، وبالتالي نقص إمداد بساتينهم وفللهم التي يزودها السد بالمياه عبر قناة كبيرة تصل إلى إليها، غير آبهين بالنتائج المترتبة عن امتلاء السد قبل انتهاء موسم الأمطار. 

العاصفة المطرية والثلجية التي ضربت الساحل السوري مطلع العام الحالي رفعت منسوب المياه في السدود، حتى امتلأت عن آخرها، مما أدى إلى فتح العنفات والمفيضات فيها خشية انهيارها، وهذا ما تسبب بغمر مساحات واسعة من بساتين الحمضيات وتسرب المياه إلى الآبار الجوفية المغذية للمدينة ومحيطها.

وتهدد العاصفة القطبية التي ستصل الساحل السوري بعد يومين وتستمر لستة أيام، حسب المراصد الجوية، بالمزيد من تدفق المياه، وهذه المرة لن تقتصر الخسائر على البساتين وتلويث المياه الجوفية بل ستغمر القرى المنخفضة القريبة من اللاذقية، لأن السدود لم تعد قادرة على استيعاب المزيد، وعليه فكل الوارد المائي المنتظر سيعبرها إلى البحر، وستكون النتائج كارثية على سكان المناطق المنخفضة بعد جسم السد إن كانت غزيرة، وهذا هو المتوقع حسب الأرصاد الجوية.

الهيئة العامة للموارد المائية في اللاذقية التي تتحمل مسؤولية ما يجري حذرت المواطنين القاطنين على جانبي مجرى نهر "الكبير الشمالي" وأصحاب الفعاليات الاقتصادية، ودعتهم لاتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر والاستعداد لأي طارئ.

وزادت من خوف المواطنين بإعلانها امتلاء سدود الجوزية وكرسانا والقنجرة وبلوران والسفرقية وبحمرا والحفة، وفي هذا تحذير للقاطنين بعدها، لا سيما المناطق المنخفضة.

*المشكلة والحل
ليس خافيا على أحد، حتى أشد الموالين، أن النظام ورجالاته المتنفذين لا يهتمون لأمر المواطنين، ويملكون استعدادا لا حدود له لإلحاق الضرر بهم من أجل مصالحهم الشخصية، لذلك فرضوا على إدارة الموارد المائية تعبئة السدود قبل الموعد المحدد.

ويقول المهندس "سامر" إن الضباط الكبار يعيّنون الكادر الإداري لإدارة الموارد المائية من الأشخاص الذين يستجيبون لرغباتهم دون نقاش.

ويضيف: "تسبب ذلك بإغراق بساتين الفقراء والآبار مرات عديدة سابقا، ولم ينفع في تغيير سلوكيات المتنفّذين من الضباط وأقارب رأس النظام، ويصرون في كل عام على القيام بالعمل ذاته، لتقع المأساة في المواسم غزيرة الأمطار".

أما الحل "حسب رأي المهندس سامر" فهو بسيط للغاية، ولا يتسبب بأي نقص مائي، ويتمثل في تأخير وقت ملء السدود، ويمكن للإدارة الاطلاع على نسبة الأمطار الفصلية المتوقعة من الأرصاد الجوية العالمية، والعمل وفق منهج زمني محدد بدقة لرفع منسوب مياه السدود.

ويؤكد أن الخلل في النسب المتوقعة لهطول الأمطار لا يتجاوز 10% زيادة أو نقصانا، وهذا ما يمكن التعامل معه بأريحية قبل نهاية موسم الأمطار بفترة قصيرة من خلال ضبط نسبة التخزين وفق مؤشرات الأمطار في الأيام المتبقية.

وبالعودة إلى تلوث مياه الشرب في اللاذقية، فقد لجأت مديرية المياه يوم أمس الاثنين لتشغيل الآبار الجوفية من مواقع أخرى.

وأوقفت الضخ من آبار قرية "الجنديرية"، لكن اتضح أن غالبيتها عكرة لا تصلح للشرب، الأمر الذي يستدعي زيادة الضخ من بحيرة السن الأمر الذي يعارضه المتنفّذون كالعادة، خوفا من نقص مخزونها الذي يروي بساتينهم الواسعة صيفا.

زمان الوصل
(163)    هل أعجبتك المقالة (161)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي