أطلق المجلس المحلي لمدينة "أعزاز" في ريف "حلب" الشمال الغربي، مؤخراً، مشروعاً لإعادة تأهيل المنازل المتضررة جراء القصف الذي شهدته المنطقة خلال المعارك السابقة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث تأتي هذه الخطوة في إطار الاستجابة لاحتياجات المأوى للأهالي والمهجّرين على حدٍ سواء، وتهدف إلى ترميم 125 منزلاً.
في هذا الشأن قال "محمد عمر مصطفى" مدير مكتب "التواصل والتنسيق" في المجلس المحلي لمدينة "أعزاز"، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن المشروع بدأ بمذكرة تعاون مشتركة بين المجلس المحلي ومنظمة "الرؤيا العالمية"، ويهدف إلى ترميم عشرات المنازل كمساعدة للأهالي غير القادرين على ذلك، وفق معايير محددة من بينها أن تكون الأولوية لصالح الأسر التي تقودها أنثى وكبار في السن وأطفال، بالإضافة إلى منازل الأسر التي تضم أكثر من خمسة أفراد.
وأضاف "يشمل المشروع منازل النازحين والأسر المستضيفة لمهجّرين في منازلها، وأيضاً الأسر التي لا تملك دخلاً كافياً لتأمين متطلبات الحياة وتغطية مصاريفها اليومية، ومن شروط دخول المنزل في المشروع أن يكون على العظم (أي ببنائه الأولي دون إكساء)، إذ سيتم ترميمه واستكمال بنائه عن طريق المنظمة مقابل إيواء صاحب المنزل لعائلة نازحة لمدّة 6 أشهر مجاناً".
وأوضح أن فريقاً من المهندسين سيقوم بإجراء جولة استطلاعية، بغية إجراء كشف ميداني دقيق على واقع البيوت المتضررة التي سيغطيها المشروع، وبعد الانتهاء من عمليات الكشف وتقدير حجم الأضرار في كل منزل، سيجري وضع لائحة فيها شرح مفصل عن حالة البيوت المتضررة وحاجة كل بيت منها، وعليه ستقوم منظمة "الرؤيا العالمية" بتوقيع عقدٍ مع أصحاب تلك المنازل لترميمها وتعويضهم بمبالغ مالية تعادل ثمن الإصلاحات.
وأشار" مصطفى" إلى أنه ورغم الإمكانيات البسيطة فإن المشروع سيقدم فائدة كبيرة للمستفيدين منه، ولا سيما أنه جاء لدرء البرد والمطر خلال فصل الشتاء الذي يمتاز بدرجاته المنخفضة، فيما يقدّر عدد المنازل المستفيدة من المشروع بـ 125 منزلاً، وتتراوح قيمة ترميم كل واحدٍ منها بين 800 إلى 1500 دولار.
وتنبع أهمية هذا المشروع -حسب مصطفى- من كونه يساهم إلى حدٍ كبير في تخفيف وطأة الفقر المنتشر بصورة كبيرة بين الأهالي الذين يقطنون في المناطق الخاضعة لسيطرة المقاومة في الشمال السوري المحرر، بينما ستشمل عمليات ترميم المنازل إصلاح وصيانة بعض الجدران والأبواب والنوافذ وغيرها، من أجل تحسين ظروف السكن.
وختمّ حديثه قائلاً "من الثمار الإيجابية لهذا المشروع أنه سيسهم في إعادة تنشيط الحركة العمرانية في المنطقة، وعودة بعض المتضررين إلى منازلهم، بالإضافة إلى خلق فرص عملٍ جديدة في المدينة ما يخفف من البطالة"، حسب تعبيره.
وكانت مدن وبلدات ريف حلب الشمالي والشرقي شهدت في عام 2016 معارك بين فصائل المقاومة المدعومة من تركيا وتنظيم "الدولة الإسلامية"، مما نجّم عنها دمارٌ وأضرار جزئية وكلية في المنازل والبنى التحتية.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية