أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

النظام يذل طلاب جامعة دمشق بـ"تأجيل الخدمة"

مركز التأجيل بكلية الحقوق في جامعة دمشق

منذ ما بعد منتصف الليل وأحيانا منذ ما قبله، يتوافد مئات الطلاب المسجلين في جامعة دمشق من أجل الحصول على "ورقة صغيرة" تقيهم شر "السوق" كالأغنام مصفدين ليلتحقوا بجيش النظام.. "ورقة صغيرة" لكن همها كبير و"ثمنها" غال، كما اعتاد الناس في "سوريا الأسد".

إنها ورقة التأجيل الذي تعد حقا لا جدال فيه لكل طالب يتابع دراسته الجامعية، ولكنها ككل شيء في دولة الأسد، "منحة" و"مكرمة" لا يجود بها النظام إلا بعد عملية إذلال ممنهج، تبدأ مع إجبار الطلاب على القدوم لمركز التأجيل قبل 10 أو 12 ساعة، حتى "يحجزوا" لهم دورا في الطابور الطويل، ولا تنتهي هذه العملية حتما كما قد يتصور البعض بتسيير الطابور بشكل اعتيادي، بل لا بد أن تمر بقنطرة الرشاوى والواسطات وتبويس الشوارب وتقبيل الأيادي.. وبعد ذلك ربما يحصل الطالب على مبتغاه وربما لا يحصل، حيث إن المعدل اليومي لمن يتم "تسيير معاملاتهم" لايتجاوز في أفضل الأحوال 50 طالبا، وربما ينخفض إلى 25.

أما الذي فاتته "فطنة" دفع الرشاوى، أو لم يستطع تدبير واسطة "من فوق"، فهذا لابد له أن "يترحم" على الساعات الطويلة التي قضاها في الانتظار، ثم "يحوقل" ويعيد الكرة في ليلة أخرى، محاولا تمضية الليل البارد -وأحيانا الماطر- حتى طلوع الشمس بخداع نفسه أنها "سهرة شبابية" أو "مهمة بطولية" تزيد الشاب صلابة، أو على الأقل "تضحية مستحقة" في سبيل "نيل العلا".. وهل هناك من يجادل بأن "من طلب العلا سهر الليالي"؟!!

اللافت أن حملات الإذلال المقصود لطلاب الجامعات من أجل الحصول على ورقة التأجيل، تأتي كالمعتاد في خضم "السمفونيات" التي يرددها النظام وإعلامه، عن دور طلاب الجامعات و"تسلحهم" بالعلم الذي لايقل قوة عن "البندقية"، وفي ظل التصريحات المتعاقبة من مسؤولي "التجنيد" عن "تسهيلات" تجعل الحليم حيرانا.. "تسهيلات" ربما تدفع الطالب للمجيء 3 أو4 أيام متلاحقة (بمعدل انتظار يعادل 40 ساعة فقط لاغير).

زمان الوصل
(347)    هل أعجبتك المقالة (295)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي