لا ريب أن موضوع الفتنة الطائفية ليس بغريب على الذين تابعوا ويتابعون ما يجري في العراق منذ سقوط الصنم بواسطة الاحتلال الأجنبي هذه الموضوعة الشائكة التي شغلت كل من يعز عليه وحدة الشعب في وطن واحد تكون فيه المواطنة أساس الحكم والقانون وتكون الديمقراطية أساس في التعامل، الفتنة الطائفية التي حاولت الجهات التي لها مصلحة في تأجيجها وتمهيد الطريق لها لتعم كل البلاد لم تنجح لسبب معروف أن أكثرية الشعب وقفت بالضد منها وتغلبت عليها الروح الوطنية والتضامن بين مكونات الشعب وقد فوتت هذه الوحدة الوطنية الفرصة ليس بالضد من الطائفية فحسب وإنما حتى تلك التي حاولت استغلال الدين والاختلافات الدينية والقومية والعرقية مما زاد من حنق كل من كان يأمل ويعمل وينتظر التأجيج بداءً من التهجير والاغتيال وتفجير المراقد والجوامع والمساجد ولم يكبح جماح هؤلاء فانتقل بهم الأمر إلى تأجيج الفتنة القومية محاولين خلق أزمات بين القوميات وبخاصة مع الكرد والتركمان والكلدو آشوري وغيرهم فكانت موضوعة كركوك والمادة 140 عكازاً يتعكز عليه كل الذين كانوا يأملون بقيام حرب قومية ، وما زالت اللعبة الرئيسية مستمرة والتي يحاول هؤلاء اللعب عليها لتمرير مآربهم الخبيثة، لكن على ما يبدو أن حبل الكذب قصير وقصير جداً فقد فُضِحَتْ النوايا وبان المستور وإذا بهم يهددون ويتوعدون ويكيلون الاتهامات ويحاولون قلب الحقائق لقلب الموازين وعندما لم تجد مساعيهم اخذوا ينظمون أنفسهم في تكتلات جديدة وتحالفات سرية أو شبه علنية فهناك أخبار شبه أكيدة نشرتها " صحيفة الدار الكويتية "على وجود اتفاقية بين تنظيم القاعدة وجناح عزة الدوري وهيئة العلماء والتناغم مع المليشيات الخاصة التابعة إلى إيران هذا الاتفاق الثلاثي وحسب الأخبار أقر " ثلاث مراحل " لاستمرار الفوضى والقتل العشوائي يقوم بها جناح الدوري في مقدمتها " إثارة الرعب والفوضى بين أواسط الشعب" أي القيام بتفجيرات واغتيالات عشوائية في المناطق التي تسمى " شيعية أو سنية!!" واتهام قوى تشارك في العملية السياسية لخلط الحابل بالنابل ودفع الصراع إلى الاحتراب الفعلي بين هذه القوى التي تشارك في العملية السياسية، القيام بتفجيرات داخل " مؤسسات الدولة " بعبوات ناسفة أو عبوات لاصقة لكي يتم تعطيل عمل الدوائر الرسمية وبالتالي خلق حالة من الاستياء والغضب لدى المواطنين، ثم استخدام فنّ بث الشائعات وفي مقدمتها " امتلاك تنظيم القاعدة أسلحة كيمياوية وبيولوجية " الهدف منه بالطبع إشاعة الخوف والاضطراب بين المواطنين بينما تنفرد هذه الاتفاقية بعدم التعرض للقوات الأمريكية " بهدف تحيدها كما توجد هناك مهمات أخرى من بينها خلق حالة من عدم الثقة بين العرب والكرد لإثارة حرب قومية وبخاصة في منطقة كركوك وتحريك التركمان العراقيين واستخدامهم كورقة ضغط لخدمة المخطط المذكور من أجل عودة الحكم المركزي وتهميش الديمقراطية بإشاعة فشل الشيعة في إدارة السلطة والتنسيق مع المخابرات العراقية السابقة وبخاصة المتواجدة داخل البلاد لاستخدامها في حملة اغتيالات للقيادات السياسية من جميع الأطراف ولا سيما المشاركة بالعملية السياسية، وعلى المستوى نفسه نجد تنظيم القاعدة يحاول أن يعيد نشاطه إلى مناطق تحيط بالعاصمة بغداد لكي يعاود نشاطه الإرهابي في بغداد نفسها حيث شهدت هذه المناطق سلسة من الهجمات والتفجيرات لوجود تعاون بين تلك القوى " وأنصار الإسلام " أيضاً وتستمر المساعي الإيرانية التهريب السلاح وتقديم الدعم اللوجستي إلى مجموعات مرتبطة معها لغرض قلقة الوضع ودفعه إلى المربع الأول بعد النجاحات التي تحققت على مستوى الوضع الأمني وهناك معلومات عن إلقاء القبض على مجموعة كانت تهرب العبوات الناسفة الإيرانية إلى محافظة العمارة عن طريق الاهوار في منطقة الدين التي تتبع ناحية بني هاشم في قضاء الكحلاء وليس هذه المرة الأولى حول وجود أسلحة وعبوات ولاصقات إيرانية متطورة فهناك العديد من المحاولات ووضع اليد على الكثير منها من قبل الشرطة أو الجيش العراقي، ولن تكون مفاجأة إذا ما سمعنا بتجدد العمليات الانتحارية وتنوعها بحيث يستهدف من خلالها خلط الأوراق ودفع الأوضاع الأمنية إلى الاضطراب مجدداً لاستكمال المخطط الإرهابي المختلف المشارب لإعادة الروح إلى هدف تحقيق الفتنة الطائفية بأدواتها الجديدة ولن نحتاج إلى تقديم دلائل كثيرة إذا ما قلنا أن الاختراقات للمؤسسة الأمنية والجيش تعتبر أيضاً من الأدوات التي تستخدم مع وجود قوى داخل العملية السياسية يصب عملها في الاتجاه نفسه وبخاصة في مجالات تشجيع الفساد وعدم احترام القوانين واستغلال المناصب الحكومية لأغراض الفائدة الخاصة وجني الأرباح من المال العام بينما نجد استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش والبطالة وتدني نظام الخدمات وانتشار الأمراض المعدية وارتفاع أجور السكن والمواصلات وغيرها من الأمور التي تهم المواطنين المبتلين بالإرهاب والإهمال والمليشيات الخاصة، متى تلفت الحكومة إلى أحوال المواطنين وبخاصة أصحاب الدخل الضعيف لتعينهم وتساعدهم وعوائلهم على تخطى صعاب المعيشة والحياة؟ العلم عندهم لا غير
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية