"أثر الفراشة.. فيلم روائي يرصد الحالة العاطفية للسوريين

"ما تفعله في الحياة في النهاية يكون مثل أثر الفراشة لا يُرى، ولكنه أيضاً لا يزول ولذلك على الإنسان أن يؤمن بما يفعله ليؤمن به الناس، ويحقق ما يسعى إليه في الحياة" هذه الفكرة التي أراد المخرج السوري "يامن المغربي" وكاتب السيناريست "علي الأعرج" إيصالها من خلال فيلمهما الجديد "أثر الفراشة".

ويرصد الفيلم وهو من النوع الروائي القصير مستوى العجز الذي يمكن أن يصل إليه الإنسان الطموح الذي يريد أن يعيش بشكل مختلف من خلال زوجين يعيشان حالة عجز عاطفي ونفسي، وباتا بحاجة إلى مستوى من الطمأنينة لا يحققه الواقع، وهي الحالة التي أصابت الكثير من السوريين بعد ثماني سنوات من الحرب، وروى مخرج الفيلم أن فيلمه يحكي عن علاقة ملتبسة وشائكة بين زوجين باتت المشاكل العاطفية بينهما واضحة لدرجة أن الزوجة تقرر أن تواجه زوجها بالحقيقة، لافتاً إلى أن هذا الفيلم يختلف من حيث نوعية التجربة عما قدمه من أعمال سينمائية سابقة، سواء من ناحية نمط القصة التي عمل عليها أو المدرسة التي ينتمي إليها الفيلم.

وهو أمر مختلف عن الأعمال السابقة التي أنجزها بعد غياب عن السينما الروائية، وأشار "المغربي" إلى أنه اختار اسم "أثر الفراشة" بالاتفاق مع المؤلف لما لهذا الاسم من علاقة بالتركيبة العاطفية المعقدة لشخصيتيه، وطريقة تعامل الزوجة ومحاولة تأقلمها مع الحالات النفسية التي يمر بها الزوج.

وأعرب عن سعادته بالتعاون مع فريق الفيلم ومنهم المخرج السيناريست "علي الأعرج" ومساعده "وسيم قواف" والممثلين "إيلين خليل" و"أغيد شيخو" فالكل –كما يقول- أضافوا الكثير من اللمسات على الفيلم، وكانوا في منتهى التعاون والتجاوب، وعبّر المغربي عن طموحه في أن يشارك الفيلم في عدد من المهرجانات السينمائية القادمة، مشيراً إلى أن الفيلم سيعرض عرضاً خاصاً خلال الأيام القادمة أمام الصحافيين ووسائل الإعلام. 

وبدوره أشار مؤلف الفيلم السيناريست "علي الأعرج" لـ"زمان الوصل" إلى أنه أراد من الفيلم أثناء كتابته على الورق أن يخدم مسألتين، الأولى سينمائية صرفة، للخروج من سنوات طويلة للسينما القصيرة الوثائقية، إلى أعمال درامية روائية، والثانية وهي الأهم أن يتم تقديم أزمة الإنسان في عصر الحروب خارج منطق السياسة والنضال، والتركيز على أزمة طبيعية للإنسان وهي الرغبة بالتواصل، التي افتقدناها خلال سنوات الحروب التي ملأت العالم العربي بطبيعة الحال.

وتابع "الأعرج" أن الإنسان هو الإنسان أينما وحيثما كان يريد أن يحيا بشكل بسيط ولطيف وجميل في عالم هادئ، ولذلك اختار لفيلمه "أثر الفراشة"-كما يقول- أن يرصد الحالة العاطفية للسوريين، والتعبير من خلال هذه الناحية عن أزمة حقيقية لجيل كامل تلقى صدمة الوطن، مع الاعتبار أن المستوى العاطفي في النص يحتمل نسبة عالية من السلوك وطريقة التفكير الغرائبية.

وأردف الكاتب الشاب أن شخصيات فيلمه تحمل مستوىً مختلفاً من التفكير خارج الأطر التقليدية المتعارف عليها في الفهم العاطفي العام، مضيفاً أن الفيلم قد يوصف كحالة عاطفية، لكنه يناقش أزمة أكبر، وهي أننا كلنا منهزمون، لكن كل أحد بطريقته، فالفيلم يشرّح مستوى الهزيمة، لكن كي تكون غير مباشرة فإنها غلّفت بعاطفة غريبة.

وروى مؤلف الفيلم أن المخرج "يامن المغربي" أخبره في أحد اتصالاته عن فكرة داخل رأسه عن شخص صامت وكيف يمكن لحبيبته أن تتركه، وتحولت الفكرة بعد مناقشات ومداولات إلى فيلمهما "أثر الفراشة".

ولفت محدثنا إلى أن فكرة الفيلم كانت ضبابية نوعاً ما في البداية، ولكنه كان واثقاً -كما يقول- بأن الفيلم سيكون مميزاً لكون مخرجه "المغربي" فنانا يمتلك موهبة ونضوجاً أكاديمياً وهو لن يتوقف عن الاستفسار عما يريد -أي الأعرج- قوله فعلياً في النص، وهذا ما جعله يثق به لحظة الكتابة.

ونوّه "الأعرج" إلى أن تركيبة شخصيات الفيلم قد تكون مربكة بمعناها الاجتماعي، ولكنها ليست معقدة على المستوى الذهني، فهناك -كما يقول- بساطة عاطفة وبساطة فعل، تؤدي إلى تركيب غريب ومزيج مختلف للعلاقة، لكنها لا تدخل في محور النقاشات العميقة على مستوى المفاهيم أو الفلسفة.. الخ. لذلك لم تكن الفكرة والنص-حسب قوله- تحمل صعوبة في تحويلها إلى شخوص ورقية.

و"علي الأعرج"، كاتب سوري أصدر كتاباً بعنوان كتاب النقص عام 2016 عن "دار صفحات" اسطنبول.

ويكتب بشكل شخصي على مدونته الخاصة، دراسات أدبية ونصوصاً صحفية وقصصية ونثرية.

بطولة: أغيد شيخو -ألين خليل 

سيناريو وحوار: علي الأعرج

إخراج : يامن المغربي 

مدير تصوير ومونتير: محمد الشامي 

موسيقى: مرام ناصر داغر 

تصميم البوستر: محمد الحمصي.