شاهد.. انشطار القاذفة الروسية التي أذاقت السوريين الموت دون أن يروها

لقطة من الفيديو

*القاذفة التي فرشت شرق سوريا بسجادة من القنابل

كثيرا ما استطاع السوريون أن يرقبوا بأعينهم الطائرات الحربية الروسية وهي تحوم في سماء مناطقهم حاملة معها الموت بأبشع أشكاله، لكن لا أحد منهم استطاع أن يرقب ما هو أخطر من هذه الطائرات ونعني بها "القاذفات الاستراتيجية" التي يفترض أن روسيا أعدتها لخوض حرب "كونية" مع خصوم مدججين بأحدث الأسلحة (مثل الولايات المتحدة)، لكنها استخدمتها لاحقا ضد المدنيين في سوريا.

استحالة رؤية هذه القاذفات، رغم أنها الأشد تدميرا يرجع إلى سرعتها المفرطة التي قد تجاوز سرعة الصوت بمقدار الضعف، فضلا عن الارتفاعات الشاهقة التي تحلق فيها.

وكان من بين القاذفات التي اختارتها موسكو في أعمالها التدميرية بسوريا، قاذفة "Tu-22M" التي ألقت حمولات لاتحصى من صواريخ وقنابل ثقيلة (لاسيما FAB-250) فوق الأرض السورية، لاسيما في المنطقة الشرقية.

وقد سبق لوزارة الدفاع الروسية ووسائل الإعلام الناطقة باسم موسكو أن عرضوا عددا من اللقطات المصورة لـ"Tu-22M" سواء وهي تعود من سوريا أو وهي تفرغ حمولتها من القنابل الغبية فوق المناطق المأهولة بذريعة "محاربة الإرهاب".

ورغم أن الدمار الروسي لم يفرق بين منطقة وأخرى، فإن الروس استعانوا بـ"Tu-22M" بكثافة من أجل قصف المنطقة الشرقية، الغنية بالنفط، معتمدين أسلوب "السجادة" والذي يعني تغطية الأرض المستهدفة بوابل من القنابل، كما يغطي أحدنا بسجادته أرضية غرفة ما.

وخلال السنوات الأخيرة، لاسيما بعد غزوه لسوريا، لاحظ المتتبعون لأخبار الجيش الروسي أن وتيرة سقوط طائرته الحربية قد تسارعت بشكل لافت، وكاف لتوجيه صفعات متتالية وقوية على وجه موسكو المتباهية بتفوقها العسكري، ووجه كل من يسوق للسلاح الروسي.

وإزاء هذا التهاوي المتواصل استخدمت روسيا تكتيكها المفضل في التغطية على أنباء سقوط طائراتها، أو الكذب بشأن السبب الحقيقي، والذي يتلخص في تهالك الصناعة الحربية الروسية.

"

"
ومؤخرا منيت روسيا بسقوط طائرتين من طراز "سوخوي" فوق بحر اليابان يوم 18 الجاري، وقد بدا الخبر "عاديا" لاسيما أن سجل كوارث "سوخوي" بات طويلا للغاية، ولا تكاد تمر فترة حتى يسمع العالم بسقوط مقاتلة من هذا الطراز.

لكن الحادث الذي قصم ظهر موسكو وقع بعد نحو 4 أيام، وكان يمكن أن يمر كخبر عادي شأنه شأن تحطم طائرتي "سوخوي"، لولا شريط مسرب وثق لحظة تحطم القاذفة الاستراتيجية "Tu-22M"، فقصمها نصفين كما يقصم أحدنا قطعة بسكويت أو كعك.

فلدى هبوطها في إحدى قواعد مقاطعة "مورمانسك" الروسية وسط جو من الثلوج والضباب، ارتطمت "Tu-22M" بقوة شديدة بالمدرج، ما أدى لانكسار مقدمتها وانشطارها نصفين، ثم تحولها إلى كتلة من لهب، كما وثق الشريط المصور.

ولم تقتصر الأضرار على خسارة القاذفة الاستراتيجية كليا، بل قتل 3 من طاقمها المكون عادة من 4 أفراد، هم: الطيار، مساعد الطيار، الملاح، ضابط التسليح.

وتعد "Tu-22M" القاذفة الأكثر اعتمادا في الجيش الروسي؛ نظرا لمواصفاتها الفنية العالية، ولكونها قادرة على حمل قنابل وصواريخ متعددة (تقليدية أو حتى نووية).

وخلافا لمزاعم موسكو التي تحدثت بأن القاذفة تحطمت وهي فارغة (أي غير محملة بالضواريخ والقنابل)، استطاع مراقبون مهتمون بشؤون الطيران أن يجزموا من متابعة شريط التحطم أن القاذفة كانت لحظة سقوطها مذخرة.

يبلغ طول "Tu-22M" نحو 43 مترا، ووزنها الفارغ قرابة 60 طنا (مع الحمولة 112 طنا)، وتطير بسرعة تصل إلى 2100 كم في الساعة تقريبا، وهي قادرة على التحليق لمسافة تعادل 6800 كم دون توقف، وعلى علو يناهز 13 كم.




زمان الوصل
(117)    هل أعجبتك المقالة (125)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي