أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"خديجة" السورية وأطفالها بين مقطعي فيديو..رحلت الكاميرا والمعاناة صامدة

اللاجئة السورية خديجة - زمان الوصل

أثار فيديو طرد اللبناني "محمد سعيد المصري" الملقب "أبو الدهب" للاجئة السورية "خديجة علي الحسيان" من خيمتها ‏مساء الثلاثاء الماضي جدلا واسعا بين مئات الآلاف ممن شاهدوا فيديو إلقاء اللاجئة وأطفالها الثلاثة في العراء ‏ليلا تحت وطأة البرد الشديد.‏

لا مكان للفقير في هذه الأرض يقول لسان حال اللاجئة المرمية في العراء "خديجة"، لا مكان للرحمة والأبوة في هذه ‏الأرض يقول لسان حال أطفالها الثلاثة "علي وإبراهيم وأنس"، وهم يترقبون أبا لم يكلف نفسه حتى بأن يطل من خيمته القريبة ليلمّ فلذات كبده بعد أن هجر الأم.‏

‏ تكشف "خديجة" لـ"زمان الوصل" ماحدث معها قائلة: "كانت الساعة السابعة مساء عندما قام صاحب المخيم محمد سعيد المصري بطردي ‏وأطفالي ورمي فرش خيمتي الكائنة في النبي يوشع في منطقة المنية على خلفية عجزي عن سداد أجرة الخيمة لسنة ‏كاملة، الناس كانت ترمقني وأنا أفترش الأرض وألتحف السماء‎ ‎حتى زوجي لم يكلف نفسه عناء الحضور‎‏".‏

أمضت "خديجة" السورية ليلتها لاحقا عند المتطوعة للعمل في المفوضية "صباح حميد العبيد".‏

تقول "صباح" لـ"زمان الوصل": "شاهدت فيديو طرد اللاجئة خديجة في إحدى مجموعات واتس آب، ولأن مخيمها قريب ‏من سكني طلبت من زوجي أن نحضرها لقضاء ليلتها عندنا، وبالفعل سارعت لاستئجار تكسي وقمت بإحضارها ‏وأولادها لقضاء ليلتهم في منزلي، وعند عصر اليوم التالي جاء أشخاص من المخيم ليعيدوها‎ ‎إلى خيمتها بعدما أخبروها ‏بتكفل بعض فاعلي الخير بدفع أجرة الخيمة وهو يقارب 1500 دولار بما فيها اشتراك الكهرباء".‏

وفي فيديو آخر تظهر "خديجة" للمرة الثانية برفقة طاردها "أبو الذهب" وشخص آخر يدعى "أبو ‏عمر"، في محاولة رد الاعتبار للاجئة المطرودة التي راحت تستمع لعبارات الإطراء على طاردها من ‏قبل المدعو "أبوعمر" والذي حمّل كامل المسؤولية لزوج "خديجة" الذي تزوج عليها وهجرها ليسكن في المخيم نفسه.‏

كاد "أبو الدهب" أن يصبح الضحية و"خديجة" هي الجانية في الفيديو الثاني الذي قاد دفة توجيهه "أبو عمر" ‏والذي ختم حديثه بتكفل كل من "ملتقى أهل الخير" و"الحراك المدني العكاري" بدفع المبلغ المترتب عن خمسة أشهر ‏وإعادتها لخيمتها التي كانت تعيش فيها خديجة في خيمتها من جديد.‏

غير أن اللاجئة السورية لازالت فريسة الديون والحاجة، ما من معيل لها ولأطفالها، وليس لها أي مورد مالي تعيش منه، ذهب ‏الراقصون على جراحات "خديجة" بآلات تصويرهم وتركوها وحيدة وهي تحلم وكل حلمها بعمل يقيها وأولادها ذل ‏الحاجة وحرج السؤال‎، كما تقول.

في السياق نفسه أكد القائمون على "ملتقى أهل الخير" في رسالة لـ"زمان الوصل" أنه (الملتقى) بادر مع "الحراك المدني العكاري" بالاتصال بصاحب الأرض المدعو "أبو الدهب" كما يلقب الذي أعرب عن أسفه لما حصل وتم إبلاغه أن الملتقى والحراك المدني سيقومان بدفع المبلغ المترتب عليها بعد إعادتها لخيمتها التي كانت تعيش فيها. 

وجاء في الرسالة أن النازحة تلقت العديد من الاتصالات بعد انتشار الفيديو وعرض عليها منازل لإيواء العائلة، ولكنها اعتذرت –حسب الرسالة- لعدم قدرتها على العيش بعيداً عن أقاربها وأهل زوجها حرصاً منها على أطفالها، وعادت إلى الخيمة التي طُردت منها مع أطفالها بعد تكفل "ملتقى أهل الخير" و"الحراك المدني العكاري" بدفع المبلغ المتوجب عليها. 

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام مقطع فيديو يظهر رجلاً في بلدة "المنية" شمال لبنان يدعى "أبو الذهب" يقدم على طرد عائلة سورية مؤلفة من 3 أطفال وأمهم وتركهم من قبل والدهم لعدم قدرتها على دفع بدل إيجار أرض الخيمة المنصوبة في أرضه في مخيم رقم (01) والبالغ (125) ألف ليرة لبنانية شهرياً وتخلفها عن الدفع لمدة ستة أشهر. 

وكانت اللاجئة قد ظهرت في فيديو وسط خيمتها، وهي تشكر صاحب الأرض الذي أعادها إلى المخيم، مشيرة إلى أن له بذمتها أجرة سنة لم تتمكن من دفعه وسامحها بأجار 6 أشهر.

وقالت إن عتبها ليس على الناس وإنما على مفوضية الأمم المتحدة التي فصلتها مع أطفالها الصغار وأصغرهم لم يكمل الشهر الثالث من عمره، مشيرة إلى أنها لا تستطيع العمل وترك أطفالها.

وأبان استطلاع أممي أجري بداية العام الجاري أن اللاجئين السوريين في لبنان أصبحوا أكثر فقراً وضعفاً من أي وقت مضى، حيث يعيش أكثر من نصفهم في فقر مدقع، بينما يعيش أكثر من ثلاثة أرباعهم تحت خط الفقر.

زمان الوصل
(160)    هل أعجبتك المقالة (146)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي