ما زالت المكالمات الهاتفية تتهاطل علينا من كل جهات الوطن منددة بعملية السطو التي تعرضت لها يومية 'الفجر'
ومن بين المتصلين طبيب من جيجل مداوم على قراءة الجريدة، قال 'إن ما حدث مع الفجر وما وقع لها من احتيال من قبل شخص، أو أشخاص دخلاء على رئاسة الجمهورية، لا يعكس ما قاله الرئيس وما أكده في تعديله الأخير للدستور بإعطاء مكانة أكبر للمرأة، لأن ما حدث مع صحيفة تديرها امرأة، الأولى في الجزائر يتنافى مع ما حدث!' متصل آخر قال 'إن ما حدث، جعلني أكره قراءة الصحف، وأستخسر فيها العشرة دنانير التي أدفعها كل صباح للاطلاع على ما يكتب في الصحافة ما حدث يجعلني أصاب باليأس والإحباط بشأن مستقبل الصحافة التي كنت أظن - كما قال - أنها آخر قلاع الديمقراطية التي بقيت صامدة في وجه التقلبات' فماذا لو عرف هؤلاء القراء ما يجري بالتفصيل في بعض قاعات التحرير من مساومات ومن تهديدات من قبل المنتسبين اعتباطا للصحافة؟! ماذا سيكون رد فعل القراء لو عرفوا الفساد المستشري وسط من ركبوا موجة الصحافة وظنوا أن كل شيء للبيع القلم والشرف؟! لكن العيب ليس في هؤلاء المغامرين، لأنهم مكلفون بلعب دور إفساد أخلاقيات المهنة، وجعلها تفقد ثقة القراء والرأي العام، لسد المنفذ الوحيد أمام المواطنين لمعرفة ما يجري في البلاد من مناكر، مثلما قطعوا ألسنة الأحزاب التي كانت 'تنش' الذباب عن المواطنين وتجرؤ على الدفاع عن مكاسبهم وتتبنى مطالبهم العيب فينا نحن الذين عشنا كل أهوال المهنة ومحنها العيب في هؤلاء الذين بكوا عدة مرات وهم يوارون الزملاء التراب، الواحد تلو الآخر في أبشع الظروف التي عاشتها البلاد كيف يسكتون اليوم والمهنة تغتصب، وتدنس، وتباع في سوق النخاسة بأبخس الأثمان؟! 'لا أقرأ الصحافة - قال لي مرة أحدهم زارني في المكتب0- لأني أعرف عنها الكثير، وأعرف الأكاذيب التي كنت أسوقها لبعض زملائك، لا أطالعها لأني أعرف نسبة الحقيقة فيها من الدعاية والتضليل' العيب فينا لأننا سكتنا عن كل هذا
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية