دعت صفحات ومواقع إلكترونية في لبنان إلى تكثيف الحضور فيما سموه "اعتصاما" ضد اللاجئين السوريين في منطقة "وادي خالد" اللبنانية اليوم الأربعاء.
وجاء في تلك الدعوات التي تحمل طابع التهديد بتكسير وتحطيم جميع محلات السوريين التي ستفتح في البلدة: "نحيطكم علما أيها المواطنون الكرام أن يوم الأربعاء 23-1-2019 ستغلق منطقة وادي خالد وجوارها بموجب قرار إغلاق كافة المحلات السورية وستغلق الطرقات وحدات من (شباب الغضب) في وادي خالد، وأما داخل الأسواق فسيتم إغلاق كافة المحلات التجارية وسنقوم بتكسير محلات السوريين وذلك لأجل الشباب العاطلين عن العمل. نرجو من الإخوة السوريين إغلاق كافة محلاتهم التجارية. التجمع الساعة 12 ظهرا نرجو من الإخوة اللبنانيين التواجد".
ورد اتحاد بلديات "وادي خالد" على هذه الدعوات بإصدار بيان يستنكرها، ويحذر القائمين عليها من الملاحقة الأمنية.
البيان الذي حصلت "زمان الوصل" على نسخة منه، نوه في بدايته بأن أهالي وادي خالد "قد توارثوا أباً عن جدٍ قيم إغاثة الملهوف، وإكرام الضيف"، منبها إلى "أننا في دولة تحكمها المؤسسات والقوانين وكلنا تحت سقف القانون، ولا نرضى بأي عمل مخلٍ بأمن لبنان عموماً ووادي خالد خصوصاً، وأي تحرك يجب أن يكون بعلم ورضا المؤسسات العسكرية الأمنية".
ودعا البيان القوى الأمنية والعسكرية إلى "عدم التساهل مع كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والإخلال بالسلم العام".
وتبرأ البيان بسام أهالي المنطقة من دعوات مناهضة السوريين وملاحقتهم في لقمة عيشهم مذكرا بأن "قطع الأرزاق كقطع الأعناق، كما إن عملاً من هذا النوع يتعارض مع ديننا وعشائريتنا ومؤسساتنا العسكرية والأمنية الذي نؤمن بها وننقاد إليها".
ويوم الاثنين، شهدت مخيمات اللاجئيين في بلدة "عرسال" الحدودية شرق لبنان، حالات اعتداء على ممتلكات السوريين في البلدة، ارتكبها مجموعة من الشبان الذين تجمعوا أمام "معهد المهنية" في البلدة، وانتشروا لاحقا في أسواق البلدة وشوارعها يقذفون بالحجارة كل محل أو سيارة تعود لشخص سوري.
ويقدر عدد اللاجئين السوريين في لبنان بنحو مليون ونصف، كانوا وما زالوا يواجهون صعوبات وتحديات كثيرة، أهمها حملات العنصرية والعدوانية التي تنطلق ضدهم بين الفينة والأخرى، تحت ستار حجج وذرائع مختلفة، وكلها في النهاية تهدف لإرجاعهم من حيث أتوا؛ ليواجهوا مصيرا أسود تحت سلطة نظام مجرم فروا منه.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية