أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دير الزور.. "شيوخ عشائر" يتمسّحون بالأمريكي وقوافل النازحين ما زالت تتدفق

نازحون يوم أمس بدير الزور - نشطاء

تنافس مجموعة من المحسوبين على "رجال العشائر" أثناء لقائهم بالمبعوث الأمريكي "بوليام روباك"، وتهافتوا على التقاط الصور إلى معه في مشهد مثل صدمة لعموم أهالي دير الزور، وبالتحديد عندما أهداه أحدهم سيفاً ودرعاً وعباءة عربية، وهو يردد: هذه من قبيلة "العكيدات" ما يعتبر تعديا فجا على تاريخ قبيلة قاومت الاحتلالين الإنجليزي والفرنسي على ضفاف الفرات.

بالتزامن مع تهافت "وجهاء" من قبيلتي "البكارة" و"العكيدات" على استرضاء المسؤول الأمريكي، لم تتوقف قوافل النزوح عن الوصول إلى مخيمات غير مجهزة بمناطق دير الزور والحسكة، ضمن ظروف إنسانية قاسية، حتى أن بعضهم من نزح تُرك 5 أيام بلياليها الباردة دون طعام على "المعابر"، قبل أن تسمح بمرورهم القوات "الشريكة" للولايات المتحدة نحو المخيمات.

تحدث السفير الأمريكي "روباك" في اجتماعه مع بعض "الشيوخ" المحسوبين على "العكيدات" و"البكارة"، عن استمرار الدعم الأمريكي للقضاء على التنظيم وخلاياه النائمة بشكل نهائي، في محاولة من واشنطن -على ما يبدو- لاستمالة وجوه من أكبر قبيلتين في الجزيرة؛ بهدف منع عودة تنظيم "الدولة"، الذي قاربت المعركة الأساسية ضده على الانتهاء شرق سوريا.

وخلال هذه المعركة ارتكبت القوات الحليفة لواشنطن (قوات سوريا الديمقراطية "قسد") انتهاكات جسيمة ضد السكان، ودمرت منازلهم أثناء المعارك، ثم اتهمت بعضهم بالتعاون مع التنظيم في هجمات وقعت ضدها في منبج والرقة ومنطقة الخابور.

ورغم إغراء الشباب بالرواتب والنفوذ، مازالت محاولات التجنيد الكلي للعشائر تواجه معوقات، أهمها غياب القرار الواحد وانقسام أبناء العشائر إلى مؤيد تنظيم "الدولة"، والنظام، وفصائل المعارضة، فضلا عن من يقف على الحياد سواء بإرادته أو خشية من تهديدات عناصر التنظيم بالتصفية، على غرار ما حصل مع شيخ قبيلة "العفادلة" بالرقة ومسؤول "المجلس التشريعي" بدير الزور وغيرهم خلال الفترة الأخيرة.

وخلال المرحلة الماضية، اعتمدت واشنطن على ميليشيا "وحدات حماية الشعب" لقيادة "كتائب" مرتزقة تحمل أسماء عشائر محددة، لوضعهم في مواجهة تنظيم "الدولة"، وباتت هذه "الوحدات" تحتاج في المستقبل القريب لقيادات وواجهات عربية؛ من أجل ضمان استقرار المناطق في دير الزور، ومواجهة التحالف الروسي الإيراني مع قوات بشار الأسد، خاصة أن مليشيا الوحدات غير مرحب بتلك المناطق.

ولكن ما تبحث عنه واشنطن يبدو شبه مستحيل، فقد فشلت سابقا في تحقيقه مع قبائل العراق الأكبر والأكثر قوة وتماسكا، لعدة أسباب منها غياب الأجسام السياسية وعدم احترام الخصوصية الدينية للقبائل.

وشردت الحرب معظم أبناء دير الزور، حيث لم تبق قرية إلا ونزح سكانها بسبب المعارك والهم بسبب غارات جوية شنتها طائرات واشنطن وحلفاؤها وأخرى روسية وإسرائيلية و"عراقية"، إضافة إلى طيران الأسد طبعا، الأمر الذي ضاعف عدد الفقراء والأيتام والأرامل مرات عدة في منطقة غنية بالنفط والغاز، لكن سكانها كانوا في آخر نظام الأسد (الوالد والولد).

زمان الوصل
(118)    هل أعجبتك المقالة (113)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي