أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عودة سوريا أم عودة إيران؟.. فؤاد حميرة*

أرشيف

يطالب وزير خارجية لبنان جبران باسيل بعودة سوريا إلى الحضن العربي ويدعو العرب في اجتماع الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في بيروت إلى الاستفادة من الثقل الذي تمثله سوريا عربيا، وقبله قامت الإمارات العربية المتحدة بإعادة افتتاح سفارتها بدمشق الذي جاء مترافقا مع تصريحات وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش بأنه لا بد من محاربة التمدد الإيراني عبر محاربة نفوذها في سوريا، تلا ذلك زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق ولقائه برئيس النظام السوري، وما يلفت الانتباه في هذا التحرك السياسي –الديبلوماسي اتجاه دمشق يتركز على محاربة النفوذ الإيراني دون الخوض ولو من باب التلميح إلى مسائل هامة أخرى منها على سبيل المثال موضوع اللاجئين السوريين الذين بلغ عددهم نحو 10 ملايين، أو ملف المعتقلين في سجون النظام، وكذلك موضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكأن مشكلة العرب مع النظام السوري هو علاقته بإيران فقط، وليذهب الشعب السوري وحقوقه ودماء شهدائه إلى الجحيم.

ولنفرض جدلا أن الأهم عند العرب هو فك الارتباط بين إيران والنظام السوري أو تخفيف هذه العلاقة، فهل فعل النظام شيئا حيال ملف علاقاته بإيران؟ هل طالب النظام بخروج القوات الإيرانية وميليشياتها من الأراضي السورية حتى يتراكض العرب لدعمه ومساندته في مطلبه؟ هل طالب تغير شيء في علاقة دمشق بطهران؟ لا شيء من ذلك حدث أو يشير إلى احتمال حدوثه لا على المدى المنظور ولا على المدى البعيد وبات الحلف الإيراني مع النظام حجر العقبة الرئيسي في عود سوريا إلى الجامعة العربية وبالتالي عودته إلى (الحضن العربي) فالقوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها دخلت إلى سوريا لحماية النظام ووقف عملية سقوطه التي بدأت مع ثورة السوريين، وقدمت إيران الكثير من التمويل العسكري والمالي في سبيل الحفاظ على النظام واقفا وثابتا كما قدم لها النظام كل الأراضي السورية لإقامة قواعد لها، إضافة للكثير من المشاريع الاقتصادية التي يتكشف بعضها فيما زال قسمها الأهم على ما يبدو طي الكتمان حتى هذا الوقت وتغلغلت إيران في النسيج السوري بشكل سريع وعميق حتى بات الفصل بين نظام الملالي في طهران ونظام الأسد صعبا، كما هي الحال في العراق وهكذا فإن عودة سوريا إلى الجامعة العربية لن تكون إلى عودة سوريا الملتصقة بإيران كتوأمين لا يمكن فصلهما، وإلا مات أحدهما ما يعني أن عوة سوريا إلى الحضن العربي لا تعني شيئا بقدر ما تعني عودة إيران إلى الحضن العربي.

أما بعد زاوية جديدة
(209)    هل أعجبتك المقالة (225)

Naim Moussa

2019-01-21

ليس مستبعداً أن يطالب جبران باسيل بدعوة إيران لحضور جلسات الجامعة العربية ولو بصفة مراقب , كونها دولة رئيسية من دول الممانعة والمقاومة والصمود والتصدي ..!!.


الشنفرى

2019-01-24

لا أحد يرى جبران باسيل حتى في المجهر من اي دولة او كيان أو شخص يحترم نفسه .... لاان جبران باسيل لا يمثل دولة بل جز من طائفة صغيرة مركوب عليها من قبل حزب الشيطان الايراني ... لبنان في موازين الأمم ليس دولة ولايكل هيكلاً لها ، لانه يفتقد الى مقومات الوطن والدولة .تحكمه عصابات متعددة من الطواف المتناقضة المتضاربة المتصارعة والمستكلبة على المكاسب ..... من هنا لاقيمة له ولا لكلامه.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي