أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الجوع كافر".. سورية تحرق نفسها ورضيعها لأنها لم تذق الطعام منذ أيام

يقطن مخيم "الركبان" نحو 60 ألف شخص - أرشيف

تجسد المثل القائل "الجوع كافر" على حقيقته وبكل بشاعته، في حالة امرأة سورية لاجئة بمخيم الركبان، الذي يعد اليوم أسوأ مخيم للاجئين على وجه الأرض، نتيجة ظروف الإهمال وشظف المعيشة، التي يفاقمها حصار "متعدد الأطراف" على المخيم.

فقد فوجئ قاطنو المخيم المثخنون بشتى المآسي.. بخبر صاعق عن إقدام "س.ف" على حرق نفسها في خيمتها، بعد أن لم تستطع تحمل آلام جوعها وجوع أطفالها الثلاثة أمامها، حيث لم يذوقوا الطعام منذ عدة أيام.

المرأة التي قال ناشطون إنها تتحدر من تدمر وإنها على أعتاب عقدها الثالث، ألحقت النار بجسدها إصابات بالغة هي وطفل رضيع لها، ما استدعى من الجانب الأردني فتح الأبواب ونقلهما إلى إحدى المشافي، على أمل إنقاذهما.

وتأتي حادث إحراق "س" لنفسها جراء قسوة الجوع، لتضيف إلى سجل مخيم "الركبان" نقطة قاتمة أخرى، حيث كان –وما زال- ساكنو هذا المخيم يعانون الموت بشتى أنواعه، ومن آخره وفاة الطفلة "سمية محمد السالم" 3 سنوات، من نازحي مدينة تدمر، بسبب البرد القارص، وعدم قدرة أهلها على تدفئة أنفسهم وتدفئتها نظرا لتدهور حالتهم المادية والغلاء الفاحش في أسعار الوقود.

وقبل الطفلة "سمية" توفيت رضيعة تبلغ أسبوعا واحدا من نازحي "القريتين"، عقب إصابتها بمرض اليرقان وعدم اكتراث النقطة الطبية لحالتها والامتناع عن نقلها إلى الأردن رغم محاولات أهلها المستمرة.‏

ويقطن مخيم "الركبان" نحو 60 ألف شخص، يعيشون وسط منطقة قاحلة، ومحاصرة من كل الجهات، التي ما تزال تتذرع بحجج واهية وتضع جبالا من التعقيدات في طريق إدخال شحنات الغذاء والدواء إلى المخيم، كما تعرقل إجلاء قاطنيه نحو منطقة أفضل تكون بعيدة عن سيطرة قوات النظام وحلفائه.

زمان الوصل
(143)    هل أعجبتك المقالة (121)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي