في سياق حالة الاستياء التي تسود أوساط المؤيدين من الأوضاع المتردية في مناطق النظام انتقدت إحدى قدامى مذيعات تلفزيون النظام الوضع الاقتصادي في البلاد زاعمة أن من تم تهجيرهم أسعد حالاً ممن هم لازالوا داخل سوريا.
وسخرت المذيعة المخضرمة "ماجدة زنبقة" في منشور على صفحتها الشخصية في "فيسبوك" من معاناة السوريين الذين خرجوا من سوريا، معتبرة أن من بقي فيها ولم يخرج هم من يعيشون المعاناة، وتابعت "نحنا يلي أكلناها بإيدينا ورجلينا"، واستدركت أن الحرب لم تنته بل بدأت ولكن على من بقي في سوريا –حسب وصفها- وأردفت أن الوضع لم يتحسن في المناطق التي تم تحريرها حسب تعبيرها بل هو من سيئ إلى أسوأ مرحلة في التاريخ، وأشارت المذيعة إلى أن الدولار لم يهبط بل في صعود دائم، وتابعت ساخرة من وضع الكهرباء وسبب وضع وزارة لها في سوريا، أما السرقة -حسب قولها فلم تتوقف- وغمزت من قناة المسؤولين في سوريا مشبهة وعودهم كمن يكتب على لوح الثلج في منتصف الصيف، ومضت المذيعة التي عملت في تلفزيون النظام لأكثر من ثلاثة عقود واصفة الإعلام السوري بأنه "أسوأ إعلام في العالم أو ثاني أسوأ إعلام".
ودون أن تشير إلى الظروف التي أدت لهجرة مئات الألوف من السوريين ونزوحهم داخل وخارج البلاد زعمت "زنبقة" أن من هُجر خارج سوريا أخذ فرصته وعليه –كما قالت- استغلالها وتأسيس حياته على أنه لا يعرف سوريا وعليه -كما أضافت- أن يسحب أهله إذا لم يكونوا معه أصلاً، وختمت بنبرة ساخرة "صدقني ما رح تندم غير إنك تفوت معنا غينيس بأكتر شعب تمسحت في الأراضي وما بظن تندم على هيك شي !".
وأثار المنشور موجة من التعليقات المستهجنة لما جاء فيه، حيث استنكرت "رهام الجراح"، سكوت المؤيدين على ما وصل إليه الحال، فيما رأت "Alice Za" أن المنشور دعوة لتطفيش المزيد من السوريين وليس موضوع كرامة أو مشاعر إنسانية.
وذهب "محمد بركات" إلى القول إن هذا المنشور دعوة لتهجير جميع السوريين ومحوهم واستبدالهم بشعب من طرفهم أو شعب يهودي او أصفهاني"، وتابع أن منشور "ماجدة زنبقة" هو "بمثابة دعوة للتهجير والتنفير وهو منشور يعبر عن رأي أعداء البلد"، فيما فسرت "Zahra Al" هذه النبرة العالية في النقد بأن النظام يريد أن يقول إن هناك حرية تعبير في سوريا، وفي السياق ذاته رأى "عبد الفتاح- الحاجين" أن هذا الكلام مدفوع من قبل المخابرات فلا يمكن لأحد -كما قال- أن يتنفس دون موافقة أمنية.
وأضاف بنبرة تحد "إذا كان ما يقولونه صحيحاً فلينتقدوا رئيسهم وفشله في إدارة الدولة".
وربطت "Iman Saadedin" بين ما حصل لـ"وسام الطير" مجهول المصير، وبين ما كتبته "ماجدة زنبقة" وتابعت متسائلة: "هل هذه السياسة الجديدة بانتقاد الوضع تمهيد لنهاية النظام لأن الإعلام هو المعتمد عليه بالتطبيل لنظام أو ترحيله".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية