شهدت مدينة "جرابلس" بريف "حلب" الشمالي الشرقي، مؤخراً، افتتاح أول مركز متخصص برعاية وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يعدّ هذا المركز -حسب القائمين عليه- الأول من نوعه في المنطقة؛ لكونه ينتهج اللعب أسلوباً تعليمياً للأطفال، مع مراعاة الأساليب الحديثة المتعلقة بهذا المجال.
في السياق ذاته قال "عبد اللطيف محمد"، رئيس "مكتب التربية والتعليم" في محلي "جرابلس"، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، يُعنى المركز الذي جرى افتتاحه مطلع شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بعلاج الحالات الانفعالية والسلوكية والتأخر الذهني للأطفال؛ إذ يسعى عبر برامجه التعليمية والنفسية إلى دمجهم في المجتمع، ليكونوا قادرين على الـتأقلم مع حياتهم اليومية والتعايش مع الآخرين.
وأضاف "يستقبل المركز في الوقت الراهن 12 طفلاً، والأولوية فيه للأطفال الذين منعتهم الإعاقة من الذهاب للمدرسة، ممن تتراوح أعمارهم بين 6 وحتى 12 عاماً، ويعانون مشاكل في السمع والحركة، فيما تتركز آلية عمل المركز على وجود 4 مدّرسات مؤهلات، يُشرفن على إعداد الطلاب وتأهيلهم تربوياً ونفسياً، وذلك عن طريق التعلم باللعب".
ووفقاً لما أشار إليه "أحمد" فإن المركز يقوم على تلبية متطلبات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهو يحتوي على عددٍ من الغرف المُجهّزة بألعاب ترفيهية وتعليمية، وغرفٍ أخرى لاستقبال أولياء الأمور الذين يرغبون بالبقاء إلى جانب أطفالهم، بالإضافة إلى حديقة ألعاب تتناسب مع حالة الطلاب.
ونوّه إلى أن المركز يعاني من عدّة صعوبات أبرزها: عدم توفر وسيلة نقل للأطفال من وإلى مكان المركز.

لاقى افتتاح المركز استحسان أهالي مدينة "جرابلس"، خصوصاً أنه وفرّ عليهم الوقت وعناء السفر والبحث عن مراكز مختصة، في مناطق أخرى، في ظل ظروف أمنية ومعيشية شديدة الصعوبة، ويأمل القائمون عليه بزيادة الدعم وفتح ميادين جديدة لتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من أبناء المهجرّين الذين وفدوا إلى المنطقة.
وأوضح "بسام عدلة" وهو مهجرٌ من "الغوطة" الشرقية، وأبٌ لثلاثة أطفال، بينهم طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة، أن لهذه المراكز أثرٌ بالغ الأهمية في تطور الحالة النفسية للأطفال الذين يعانون من مشاكل ذهنية، بحيث يصبحوا أكثر نشاطاً وحيوية داخل المنزل، وكذلك أكثر اجتماعية في محيطهم، فضلاً عن كونها تساهم إلى حدٍ كبير في تقديم يد العون إلى الأسر التي تنقصها الخبرات والقدرات على تجاوز المصاعب في التعامل مع أطفالهم.
وأضاف "عدلة" الذي يقطن حالياً في ناحية "راجو" بريف "عفرين"، لـ"زمان الوصل" قائلاً "خضعت طفلتي لعمليات تأهيل وتعليم لتحسين النطق استمرت لبضع أشهر، في أحد المراكز المختصة بـ (الغوطة) الشرقية، وعلى الرغم من أن حالتها بدأت تشهد تطوراً ملحوظاً على المستوى الصحي واللفظي، في تلك الفترة، إلا أنهم اضطروا في نهاية الأمر إلى مغادرة المنطقة باتجاه الشمال السوري".

واستدرك "آمل حقاً أن تتاح لنا الفرصة من جديد لتسجيل طفلتنا في أحد المراكز التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة، لما لها من دور إيجابي ليس في حياتها فحسب، وإنما في حياة أفراد الأسرة برمتها". حسب تعبيره.
بدوره يرى طبيب الأطفال "علي جاهيد مصطفى" أن أفضل طريقة لاستيعاب ذوي الاحتياجات الخاصة، هي الإلمام ببعض الأمور التي يجب مراعاتها للطفل الذي يعاني من مشاكل ذهنية أو جسدية، وأهمها مراعاة الجانب النفسي للطفل، والحرص على معرفة أدّق تفاصيل رغباته وميوله والعمل على توفيرها له، وعونه على ممارسة هواياته بتنظيم يومه بطريقة متجددة تجعل للوقت وللأهل أهمية ومعنىً في حياته.
وختمّ حديثه مع "زمان الوصل"، قائلاً "من شأن الدعم النفسي المقدّم في مثل هذه المراكز، تبديد مخاوف الأطفال من أصحاب الاحتياجات الخاصة، فالمراكز المتخصصة تدعمهم وتساعدهم في تجاوز العقبات، لينفعوا أنفسهم ويبنوا شخصيتهم الخاصة ومهاراتهم الحياتية، ويتعلموا طريقة التواصل مع الغير، وبذلك يشعرون بوجودهم ويحسون بأهميتهم في المجتمع".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية