أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عبدة الأوثان مازالو هنا ... طل الملوحي

يقال أننا في عصر العلم وأننا خلفنا الجاهلية بأصنامها وأوثانها وراءنا ولم يعد هناك اللات والعزى ولا هبل وبعل

وأنا أقول لا نحن مازلنا عبدة أوثان نسبح ونسجد ونركع ونحرق البخور ونضع القرابين والنذور في كل لحظة لـ أصنام لا حصر لها

اللات والعزي وهبل وبعل  إختلفت أسماءهم الآن وصورهم وتسترت تحت الثياب  والهياكل

هياكل الفكر المجرد والنظريات والمذاهب هيكل العائلة أو القبيلة أو الطائفة أو العرق أو العنصر أو الملة كلها عبوديات

يركع لها الكثير ولا يرون حقا إلا في انفسهم ولا يرون صدقا إلا مع أتباعهم

أناس يعيشون بفكر مقلوب ومنطق معكوس يخدمون النظرية لا يدعونها تخدمهم

 مجموعة من الجهلة يرفعون على أبوابهم لافتة الحب ويعيشون من الداخل صراع

 يتحدثون عن الدماء النقية والقبلية بفخر مفتعل ومحاولة مصطنعة لتغطية أصوات القلق والحزن الدفين واليأس الأكال في داخل قلوبهم

بـ أجراس من عادات وتقاليد بالية وبقرع من كؤوس مخمورة  بالشعارات الكاذبة

يشحذون دماء أبناءهم بحجة عاداتنا وتقاليدنا وحفظ النسل العائلي لـ حفظ دماءهم الملوثة بـ الغباء والجهل

هذه الأصنام هي سبب الإحباط العام والتعاسة في مجتمعنا  العربي

 حب عندهم هو كفر

 زواج هو غصب

صراع طبقي هو حقد

مذاهب هي إنتقام وتعصب

لجوء الخراب إلى الخراب

إغراق في الخيبة والفشل  تحت شعارات زائفة وعادات بالية

فـ يخرج منا من يغرق نفسه في كأس خمر أو بين ذراع عاهرة 

أو من يتهم الكون وخالقة بـ العبثية

 أو من يفجر نفسه لـ أجل حور العين

  والحصاد مجرد حفنة من التراب وكومة من الخيبة

   وأصنام تنزع ريش حياتنا ريشة تلو الأخرى لتضحك هي في النهاية

 ونفقد نحن القدرة على التحليق والفرح

وقد نفقد القدرة على الحياة نفسها

سحقا لـ العادات وتبا لكل تقليدي متعصب

 واللعنة على كل قبلي متخلف
 

30/3/2009

(149)    هل أعجبتك المقالة (168)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي