ألم ترتجف يدك وأنت تنتزع روح أمي، أمام عيني؟؟ سؤال تمنت إحدى أطفال داريا أن تسأله لقاتل أمها، ولكن عوضاً عن ذلك التقتها مراسلة قناة الدنيا "ميشلين عازار" وسألتها ببرود:"مين هي لي جنبك؟".. لتستجمع عيني الطفلة كل ماتمتلكه من حزن وهي تجيب: أمي، ولكن عازار لم تكتفِ بهذا الجواب: بتعرفي شو صار معك، الطفلة:لا.. لتتابع المراسلة (بكل مهنية) سيرها بين جثث الشهداء وهي تدوس على دمائهم الطاهرة، وتجري حوارات مع جرحى فضلت كاميرا "الدنيا" استغلال رمقهم الأخير قبيل قتلهم، فمن المعروف أن القتل ينتظر أولائك الذين تجبرهم قناة الدنيا على التصريح على شاشتها عقب كل مجزرة يرتكبها النظام، وكأن المجزرة لم تشبع غليل الشبيحة، فنقلوا ما اقترفته أيدهم على الشاشات، وأجبروا من تبقى على قيد الحياة على شكرهم، وعلى التغني ببطولاتهم لأنهم قتلوا أهله وعائلته.
"مالنا غيرك يالله"
حرابهم التي تعلو بنادقهم، ستسمح لهم بالقيام بكل ما لم يعد العقل البشري قادراً على استيعابه من أفعال أقل مايمكن وصفها به بالوحشية، فجيش النظام السوري يرسم بطولاته بدماء أطفال شعبه، دون أن يضع في اعتباره أن هناك من يحاسبه، وكيف لا؟ والمجتمع الدولي رفع يديه مستسلماً لا بل ومباركاً مجازر النظام، تاركاً السوريين يواجهون مصيرهم بصدورهم العارية، فلا أحد يقف في صف ضحايا سورية سوى الله، وحال ثوار سورية، يمكن تجسيده بهتافهم الشهير: يا الله ما إلنا غيرك يا الله.
أما داريا التي خرج أهلها في الأيام الأولى للثورة يهتفون للحرية، ويحملون الزهور وأغصان الزيتون بأيديهم، تحولت اليوم إلى مقبرة جماعية اتسعت لتحتضن في جوفها الحنون سكانها، الذين وصفتهم وسائل النظام الإعلامية "بالإرهابيين"، وداريا التي سبق لها أن قدمت حنجرة الشهيد المصور غياث مطر عربوناً للحرية، لم تبخل اليوم بتقديم بقية شبابها، قرباً للحرية التي ارتفع ثمنها كثيراً في سورية.
لمى شماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية